من هو نبي قوم ثمود
من هو نبي قوم ثمود؟ وما هي معجزته، لنا في قصص الأنبياء العبرة والعظة، ولعل قوم ثمود تحديدًا فيها من العبر ما يكفي ويفيض، فمن دروسها المستفادة أن الكفر بالله ومعصية النبيين لن تؤول بصاحبها إلا بالعذاب الشديد والهلاك في النهاية، لذا ومن خلال موقع زيادة سنعرض إجابة السؤال من هو نبي قوم ثمود.
من هو نبي قوم ثمود
هو صالح بن ثمود بن سام بن نوح بن إدريس بن شيث بن آدم عليهم السلام جميعًا، وقد أرسله الله الى قوم ثمود وهم الذين جاؤوا بعد قوم عاد، وسيدنا صالح هو الذي أتى بعد سيدنا هود، وتكررت قصة العذاب لكن مع اختلاف شكل العذاب مع قوم ثمود.
حيث كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام أيضًا، فأرسل الله لهم نبي الله صالح وأخبر صالح قومه بأن يعبدوا الله الذي ليس لهم إله غيره، وهي الكلمة التي يخبر كل رسولًا بها قوم والتي لا تختلف وباختلاف القوم.
فنزل كلام صالح على قومه كالصاعقة، فكيف يخبر صالح قومه بأن آلهتهم بلا فائدة ويدعوهم إلى دينًا آخر ويأمرهم بعبادة الله الواحد الأحد، وكان صالح معروف بين قومه بالحكمة والخير وهذا ما جعل قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويأمره بدعوة قومه الى التوحيد بالله.
حاول قوم ثمود الدخول الى صالح من باب شخصي، بأنهم كانوا يحترمون صالح لعلمه وعقله والقدرة على التفكر والتدبير، ويتعجب قوم ثمود من صالح إذ هو ينهاهم عن عبادة ما وجدوا آباؤهم عليه.
فكيف يقدر صالح على فعل هذا الأمر بهم ويستمرون في استنكار ما فعله صالح بهم، فقامت قلة من قوم ثمود بالإيمان بسيدنا صالح وكفر به الأغلبية من قومه.
إلا أن قوم ثمود قاموا بتدبير مكيدة لصالح فقاموا بنشر الإشاعات على سيدنا صالح بأن هو ومن آمن معه من المشؤومون وأن من يفعل مثلهم سوف تنهال عليه المصائب من حيث لا يعلم.
اقرأ أيضًا: نبي معجزته الناقة أرسل لقوم ثمود من هو؟
من هم قوم ثمود.
في إطار حديثنا حول إجابة السؤال من هو نبي قوم ثمود فها نحن نبدأ حديثنا بتعريف من هم قوم ثمود.
هم قبيلة من القبائل العربية المتفرعة من أولاد سام بن نوح، وسموا بذلك الاسم نسبة إلى أحد أجدادهم وهو ثمود بن جاثر، وكان صالح يتصل نسبه بثمود، وكان قوم ثمود جاحدين ما آتاهم الله بفضله، من حيث الرزق الكثير والقوة.
لكنهم أنكروا كل هذا وعصوا الله وعبدوا الأصنام وكانوا يتفاخرون بهذا الفعل فيما بينهم، حتى بعث الله لهم نبيه صالح حتى ينذرهم من العذاب الأليم بسبب عبادتهم للأصنام فكذب ثمود سيدنا صالح، بل سألوه أن يأتي لهم بما يثبت حديثه حتى يقوموا بتصديقه ويؤمن به فجاء لهم بمعجزة من الله.
فكذبوه مرة أخرى حتى أنه نهاهم عن المس بأية الله ومن شدة تكابرهم قتلوا الناقة التي أرسلها الله لهم ليؤمنوا بنبي الله صالح.
معجزة نبي الله صالح
استمرارًا لحديثنا حول من هو نبي قوم ثمود فحري بنا التطرق إلى معجزة نبي الله صالح، فإن سيدنا صالح مثله مثل سائر الأنبياء له معجزة يرسلها الله له ليؤمن القوم به، فكانت معجزة نبي الله صالح هي ناقة تخرج من بين الصخر ليثبت لقومه أنه نبي الله.
فقام بعد المفسرون بذكر هذا الأمر أن قوم ثمود كانوا يجتمعون في يوم فمر بهم صالح ليدعوهم مرة أخرى الى الإيمان بالله الواحد الأحد، وتحذيرهم من العذاب الأليم، ولكن كان هذا كله دون فائدة فاستمر قوم ثمود في عنادهم وكفرهم.
حتى وصل بهم العناد مع الله الى الاشتراط على سيدنا صالح أن يأتي لهم بمعجزة حتى يؤمنوا به، فظنوا أنه لن يقدر على هذا لأنهم يرون أن نبي الله صالح ما هو إلا كاذب.
فأختار قوم ثمود أن تكون معجزة سيدنا صالح ناقة تخرج من بين صخر الجبل وأشاروا الى الجبل وقالوا له يا صالح فلتخرج لنا ناقة من بين الصخر، بل إنهم وضعوا أيضًا شروط لهذه الناقة بأن تكون بأن تكون هذه الناقة (عشراء) حامل، وأن تكون طويلة.
فسألهم نبي الله صالح أنه إذا آتاهم ما اشترطوا عليه به هل سوف يؤمنون أم سوف يستمرون في عنادهم وتكبرهم على الإيمان بالله، فأخبروه بأن سوف يؤمنوا بالله إذا حدثت المعجزة.
فحدثت معجزة سيدنا صالح إذ خرجت ناقة بنفس المواصفات من بين الصخر، واندهش قوم ثمود بخروج الناقة من الصخر، وكانت هذه الناقة ناقة الله غير سائر الحيوانات إذ كانت في اليوم الذي تشرب فيه من الآبار لا يشرب باقي الحيوانات منه.
فكان لبنها يكفي قوم ثمود جميعًا، ثم عاشت الناقة في قوم ثمود فقد آمن منهم من آمن بعدما رأى حدوث المعجزة، ومنهم من ظل على كفره.
اقرأ أيضًا: أسئلة دينية سهلة عن الأنبياء
اتفاق قوم ثمود على قتل ناقة الله
كان نبي الله صالح يدعو قومه الى الإيمان بالله وحده باللين والحسنى وكان يخبرهم بأن الله أخرج لهم الناقة ليثبت لهم صدق سيدنا صالح في دعوته.
كما أمرهم أن يتركوا ناقة الله لتعيش بينهم حتى لا يصب الله عليهم عذابه، فكذبوا ثمود نبي الله صالح فأرسلوا واحدً منهم يُدعى قدار بن سالف وذكر في القرآن في سورة الشمس.
وفى أحدي الليالي التي عزم فيها قوم ثمود على قتل الناقة ثم التخلص من نبي الله صالح، فقاموا أولًا بإصابة الناقة في سقاها ثم انهال عليها قدار فقام بذبحها، فعلم نبي الله صالح بالأمر وخرج من بيته غاضبًا ليخبر قومه بأنه أنذرهم ألا يقربوا ناقة الله.
فقام قوم ثمود بالاستهزاء بنبي الله صالح، وقالوا له ألم تخبرنا بأنك رسولًا من الله وإن العذاب لآتي بعد ذبحنا للناقة فأين هو عذاب الله الذي تخبرنا به؟ فأخبرهم رسول الله بأن يمكثوا في بيوتهم ثلاثة أيام وإن عذاب الله لآتي لهم في ديارهم.
بعد هذا ترك نبي الله صالح قومه وذهب عنهم وانتهت دعوته لهم ووعده الله بهالك قومه بعد ثلاثة أيام فقال لهم صالح قال صالح لقومه: تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، ومرت هذه الأيام فكان كلما رأى أحد من قوم ثمود سيدنا صالح كان يسخر منه ويستهزأ به ويسأله أين العذاب الذي كنت تنذرنا به يا صالح؟
هلاك قوم صالح
في فجر اليوم الرابع جاءت الصاعقة على قوم ثمود (إنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) سورة القمر، الصاعقة الوحيدة التي انقضت على الجبال فهلك كل من فيها.
لم يكاد أولها يأتي حتى جاء آخرها، فقد صعق جميع قوم صالح صعقة واحدة هلكوا جميعًا الذين كفروا واستهزأ جميعهم بنبي الله صالح ورسالته وقتل الناقة التي كانت آية باهرة مصدقة لدعوة سيدنا صالح، ولم ينجو من هذه الصاعقة إلا من آمن بنبي الله صالح حيث كان غادر سيدنا صالح ومن معه قبل نزول الصاعقة على القوم الكافرين.
مدينة قوم ثمود بالسعودية
حيث إن الصاعقة التي نزلت بقوم ثمود جعلتهم كالحجارة التي كانوا يسكنون بها، فأصبحوا قوم ثمود عبرة لغيرهم من الكافرين، حيث توجد مدينة في السعودية يطلق عليها مدائن صالح، وهي مدائن تضم قوم ثمود، يتوافد إليها السائحين ليشاهدوا فعل الله بمن كذبوا نبيه ولم يؤمنوا به فكان عذاب الله بهم نافذ.
اقرأ أيضًا: آثار قوم عاد وثمود
موقف نبي الله محمد عند المرور من مدائن صالح
فقد ذُكر عن نبي الله محمد عندما مر بالحجر في طريقه الى تبوك، فأخبر الصحابة رضي الله عنهم ألا يدخلوا الى قوم ثمود فيكونا من الباكين، حتى الطعام الذي قاموا بعجنه أخبرهم رسول الله ألا يأكلوه فقاموا بالتخلص منه عن طريق إعطائه للبهائم.
فبعد كل هذه السنوات تظل هذه المدينة موبوءة حتى بعد هلاك أصحابها، فقد أشار القرآن الكريم الى سيدنا محمد عنهم فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [النمل: 52] فإن هذه البيوت التي قاموا بنحتها في الجبل ستظل شاهدًا عليهم إلى يوم القيامة.
لعل في قصص الرسل والأنبياء العبرة والعظة، لما فيها من توضيح لردود فعل أقوام وردهم على أوامر الله وما آلت إليه حياتهم لقاء ذلك، ولعل من أكثر العظات ما عرفناه بعد قراءة من هو نبي قوم ثمود.
