كتاب رجال حول الرسول
كتاب رجال حول الرسول من أعظم الكتب التي ألفت في صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو للكاتب خالد محمد الذي ولد في مصر، وتميز بصدق عاطفته في كتاباته، وله مؤلفات عدة، منها كتاب رجال حول الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- ويعد من أشهر كتبه، وكتاب جاء أبو بكر، وكتاب بين يدي عمر، وكتاب وداعًا عثمان، وكتاب في رحاب عليّ، ومن خلال موقع زيادة سنتعرف على كتاب رجال حول الرسول.
كتاب رجال حول الرسول
احتوى كتاب رجال حول الرسول للكاتب محمد خالد محمد على العديد من الموضوعات التي تجذب أنظار القراء، الكتاب مقسم إلى خمسة أجزاء، وهي مقدمة الكتاب، ثم واحد وستون فصلًا لمحتوى الكتاب، ثم الخاتمة في نهايته.
تكلم الكاتب في المقدمة عن السبب الذي دفعه لتأليف الكتاب وتحدث بأسلوب أجاز فيه صياغة ورصانة العبارات، ثم افتتح الفصل الأول من الكتاب في الحديث عن سيد الخلق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث بدأ بالحديث عن شخصيته، وصفاته، وعن مكارم أخلاقه، وقد أبدى عبارات تلامس قلب القارئ وتدفعه لحب النبي صلى الله عليه وسلم.
نبه الكاتب إلى مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المسلمين، وجميع مخلوقات الله، وأوضح كيف هو قدوة للمسلمين في كل تصرفاته وأفعاله، بعد ذلك انتقل حديثه إلى الصحابة رضوان الله عليهم، فكان يذكر سيرة موجزة عنهم، حيث كان يضع عنوانًا باسم الصحابي، ثم يبدأ بالحديث عنه، وعن صفاته الخُلقية، والخَلقية.
كان أسلوبه مشوقًا في السرد، حيث كان يبدأ الحديث بتعريف الناس بشخصية الصحابي، ثم يتحدث عن نشأته بين أسرته، وكان يوضح حياته أثناء العصر الجاهلي، وحياته بعد أن دخل في الإسلام، فكان يعقد مقارنة يوضح فيها عظم شأن الإسلام، فيتحدث عن بطولاته، وأخلاقه بعد إسلامه.
ثم يذكر الكاتب بعد ذلك مواقف للصحابي في الإسلام، وما ترتب على تلك المواقف من إعلاء لشأن الدين الإسلامي، وفي نهاية الفصل يذكر قصة وفاة الصحابي، وكيف كان لها من الأثر على المسلمين، فكان نهاية الفصل تعد نهاية عظيم على فراش الموت.
لم يذكر محمد خالد في كتابه سيرة الخلفاء الراشدين، وهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعدم ذكره لهؤلاء الصحابة لم يكن نقصًا من الكتاب، ولكنه قد أفرد لكل واحد منهم مجلدًا خاصًا، وذلك لما لهم من مواقف في الإسلام كثيرة.
ثم يأتي الكاتب محمد خالد في نهاية كتابه بعد أن ذكر الصحابة -رضوان الله عليهم- يبدأ في الحديث عن شعور المسلمين بهؤلاء الصحابة، فهم قدوة للمسلمين، ومثال على المؤمنين الربانيين الموحدين الذين قضوا حياتهم في الدفاع عن الإسلام، وإعلاء رايته.. هم الذين استطاعوا أن يكونوا في الدنيا من الفائزين، ويكونوا في الآخرة من المقربين، لذلك تحدث الكاتب عنهم، حتى يكونوا قدوة ومثالًا يحتذى به لكل مسلم.
اقرأ أيضًا: تعبير عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم
اقتباسات من كتاب رجال حول الرسول
كان محمد خالد ذا أسلوب مميز في كتاباته، فقد كان أسلوبه مشوقًا ويسيرًا في حديثه عن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانت كتاباته نابعة من قلب صادق محب لله وللرسول وللصحابة، احتوى الكتاب على قصص مثيرة للصحابة لا يعرفها الكثيرون، كان لها تأثير كبير على من يقرأ الكتاب.
هذه القصص هي التي تخلد ذكرى الصحابة رضوان الله عليهم، وسوف نعرض لكم فيما يلي بعض الاقتباسات من كتاب رجال حول الرسول:
- ما قاله الصحابي معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: (تعلَّموا ما شئتم أن تَتَعلَّموا، فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تَعْمَلُوا).
- قول النبي -صلّى الله عليه وسلم-: (سلمان منا آل بيت)
- لطالما برج الشوق الظامئ بسلمان وآن له اليوم أن يرتوي، وينهل.
- وفي المدينة، صلى الخليفة لربّه الكبير المتعال صلاة الشكر، إذ منحهم هذا النصر، وهذا البطل، وكان أبو بكرٍ قد أدرك بفطنته وبصيرته ما لقوى الشرِّ الجاثمة وراء حدود بلاده من دور خطير في تهديد مصير الإسلام وأهله، الفرس في العراق، والروم في بلاد الشام.
- سُئِلَ سلمان الفارسيّ يومًا: (ما الذي يبغِضُ الإمارةَ إلى نفسك؟) فأجاب: (حلاوةُ رِضاعِها، ومَرارةُ فِطامِها).
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن محمد الفاتح
أسماء صحابة ذُكروا في كتاب رجال حول الرسول
ذكرنا في السابق أن الكتاب تم تقسيمه إلى مقدمة، وواحد وستون فصلًا، فذكر الكاتب محمد خالد ستون صحابيًا جليلًا، تكلم في الفصول عن صفاتهم، وشخصياتهم، ومواقفهم من الإسلام ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هؤلاء الصحابة الزبير بن العوام، طلحة بن عبيد الله، زيد بن ثابت، خبيب بن عدي، عمير بن سعد، عبد الله بن عمرو بن حرام، عمرو بن الجموح، وسوف نعرض لكم فيما يلي أسماء بعض الصحابة ونبذة عنهم:
- أبو عبد الله مصعب بن عمير العبدري: وهو من أوائل الأشخاص الذين دخلوا في الإسلام، وشارك في غزوتين مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهما غزوة بدر، وغزوة أحد.
- سلمان الفارسي: هو من رواة الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أنه أول من أسلم من الفرس، وشارك مع الرسول في غزوة الخندق.
- أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري: عرف بزهده وحبه لنصرة الحق، ويعد خامس من دخل في دين الإسلام.
- بلال بن رباح: صحابي شهير، كان مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واشتهر بقصته في تعذيب المشركين له حتى يرتد عن الإسلام، وكان عبدًا اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، وهو صاحب مقولة (أحد، أحد).
- عبد الله بن عمر بن الخطاب: هو ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان فقيهًا، وكان من صغار الصحابة سنًا.
- سعد بن أبي وقاص: من أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وثالث من دخل في الإسلام، وهو من العشرة المبشرين بدخول الجنة.
- صهيب بن سنان: صحابي عذبه المشركون حتى يترك الإسلام، ولكنه أبى، وشارك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع غزواته.
- معاذ بن جبل: من الصحابة المشهورين، وكان فقيهًا، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث، وأسلم وهو في الثامنة عشر من عمره، وشارك في الفتح الإسلامي في الشام.
- المقداد بن عمرو: شارك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع غزواته، وشارك في فتح مصر والشام.
- سعيد بن عامر: كان واليًا على حمص بالشام، وشارك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة خيبر.
- حمزة ابن عبد المطلب: لقبه أسد الله وهو عم النبي -صلى الله عليه وسلم- واستشهد في غزوة أحد.
- عبد الله بن مسعود: كان فقيهًا وروى الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- عبادة بن الصامت: صحابي من قبيلة بني غنم، شارك في فتح الشام.
- خباب بن الأرت التميمي: من أوائل الصحابة الذين دخلوا في الإسلام، هاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في يثرب، ثم سافر إلى الكوفة، وتوفي بها.
- عثمان بن مظعون: أول المهاجرين من مكة المكرمة إلى يثرب، وكان من أوائل من دخلوا الإسلام، ودفن في الغردقة عند منطقة البقيع.
- جعفر بن أبي طالب: هو ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودخل الإسلام في سن مبكرة، ولقب بذي الجناحين.
- عباد بن بشر: من الأنصار، وشارك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في كثير من غزواته، وكان يحارب ضد الردة بعد وفاة النبي، واستشهد في معركة اليمامة.
- ثابت بن قيس: كان من السابقين في دخول الإسلام، واشتهر بالتقوى والزهد، واستشهد في حروب الردة.
- عمرو بن العاص: كان كافرًا وأسلم، وأظهر بعد ذلك عظمة إسلامه، واستطاع هزيمة الروم، وفتح مصر وكان حاكمًا لها.
- أسيد بن حضير: من الصحابة الأقوياء في الحروب، وكان سببًا في نزول آية التيمم.
- عبد الرحمن بن أبي بكر: هو ابن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، ومن أوائل من دخلوا في الإسلام.
- عبد الله بن عمرو بن العاص: كان راويًا لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
- سالم مولى أبي حذيفة: من الصحابة المهاجرين، قاتل في حروب الردة، واستشهد في معركة اليمامة.
التقييم العام لكتاب رجال حول رسول الله
نشر الكتاب في عام 1968، فهو يعد كتابًا قيمًا، ومن الكتب الجيدة التي تكلمت عن الصحابة -رضوان الله عليهم- بإيجاز ووضوح، وما يميز الكتاب أنه ضم عدد كبير من الصحابة المشهورين والصحابة الذين لا يعرفهم إلا قليل من الناس.
أفضل ما وجد في الكتاب أنه عقد مقارنة بين بعض الصحابة قبل أن يدخلوا في الإسلام، وبعد اعتناقهم الإسلام، ويعد الكتاب مصدرًا يؤخذ منه القدوة الحسنة، ويعلمنا صفات الصحابة رضوان الله عليهم.
اقرأ أيضًا: سيرة الرسول كاملة مكتوبة
نبذة عن خالد محمّد خالد
الكاتب خالد محمد خالد كان محبًا لصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت مؤلفاته تدور حول حياتهم، ولد محمد خالد عام 1920 في قرية العدوى بمحافظة الشرقية، وقضى أيام حياته في مصر، ودرس في الأزهر الشريف، والتحق منذ نعومة أظافره بكتاب القرية، حفظ أجزاء من القرآن الكريم، بعدها ذهب مع والده ليدرس في الأزهر الشريف.
يقال إنه حفظ القرآن الكريم كاملًا في خمسة أشهر فقط، وتخرج في كلية الشريعة والقانون عام 1945، كان طالبًا ذكيًا في دراسته، بعد تخرجه عمل مدرسًا بإحدى المدارس الحكومية، ثم عين مستشارًا للنشر في وزارة الثقافة، كان محبًا للعلم والمعرفة، واهتم بدراسة الفنون والأدب.
كان له أسلوب مبدع في الكتابة، فتراه يكتب كل كلمة بصدق، وكان مبسطًا يسهل على القارئ فهمه، فقد خلا من التعقيدات اللغوية، وفي أحد الأيام سأله أحد الأشخاص عن سبب هذه الإبداعات في أسلوب كتابته، فأجاب بأن الأسلوب في الكتابة لا يصنعه شيء إلّا رب العالمين، وتوفي خالد محمد خالد عام 1996 بعد مسيرة طويلة في طلب العلم، وكتابة سير حياة النبي وأصحابه رضوان الله عليهم.
صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة ومثال يجب أن نحتذي به، فهم الذين فازوا في الدنيا والآخرة، ولا تزال سيرتهم خالدة، فيجب الاطلاع على سيرتهم، وحياتهم، حتى نتعلم منهم منهاج حياتنا.
