حدود طاعة الزوجة لزوجها

حدود طاعة الزوجة لزوجها
حدود طاعة الزوجة لزوجها

حدود طاعة الزوجة لزوجها أكد عليها الله -عز وجل- في آياته الكريمة، فقد شرع الله الزواج وقوّمه بضوابط عديدة على الزوج والزوجة مراعاتها لتحقيق الوئام في العلاقة الزوجية والقدرة على تكوين أسرة بمودة ورحمة، لذا من خلال موقع زيادة يمكن التعرف على حدود الزوجة في طاعة زوجها.

حدود طاعة الزوجة لزوجها

أكد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الدنيا متاع وأن متاع الرجل في حصوله على زوجة صالحة تسانده في الحياة الدنيا المليئة بالشهوات والملذات فتأخذ بيده إلى الجنة والفوز بالآخرة، حيث أمر الدين الإسلامي الحنيف الرجل باختيار من تسهل عليه الحياة وتعينه على تجاوز صعابها.

كما أمر المرأة أن تطيع زوجها فأكد -صلى الله عليه وسلم- أن المرأة تدخل الجنة إن صلت فروضها وصامت شهر رمضان الكريم وحفظت فرجها وأطاعت زوجها، بالتأكيد على أهمية طاعة الزوج وجعلها بمثابة الصلاة والصيام.. لكن طاعة المرأة لزوجها لا يمكن أن تكون في الإطلاق فتوجد حدود طاعة الزوجة لزوجها وهي كالتالي:

  • تكون حدود طاعة الزوجة لزوجها في الأمور التي لا تخالف أحكام الشريعة الإسلامية حيث روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ)، فتحاسب الزوجة على طاعتها لزوجها في أمر حرمه الله عز وجل.
  • ألا تلحق الزوجة الضرر بنفسها، قال الله تعالى (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) {البقرة:286}. وقوله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) {الحج:78}، كما قال صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار).
  • تكون الطاعة واجبة في أمور النكاح وكل متطلبات الزوج الحميمية لأن المرأة يجب أن تراعي ما يرغب الزوج في العلاقة الحميمية وتقوم بتنفيذه له، بينما لا تكون الطاعة واجبة عليها في كل ما يوجهه إليها.

اقرأ أيضًا: حديث عن طاعة الزوجة لزوجها

حقوق الزوج على زوجته

يجب على المرأة الإلمام بما أوجب دينها الإسلامي عليها تجاه زوجها فتعرف حقوقه وما عليها من واجبات تجاهه وحدود طاعة الزوجة لزوجها التي من شأنها أن تجعلها صالحة قادرة على مساندة زوجها في الحياة الدنيا، حيث تأتي حقوق الزوج على زوجته في النقاط الآتية مفصلًا:

1- حق التأديب

يجب على الزوج أن يقوم بتأديب زوجته إن أغضبته أو قامت بفعل لا يحبذه فعليه أن يلفت نظرها وينصحها بعدم تكرار هذا الفعل، وإن استمرت في نفس التصرف عليه بإظهار الغضب منها وهجرها في الفراش وإن استمرت فيمكنه ضربها بشرط ألا يكون الضرب مبرحًا حتى تعود إلى رشدها ولا تتعدى حدود طاعة زوجها.

2- حق القوامة

يعد الزوج هو المسؤول عن كافة أمور المنزل وتلبية كافة الاحتياجات، فعليه حفظ مال زوجته ودينها وعرضها ونصحها فيما تقوم به يلحق بها الضرر، فمن الطبيعي أن يكون الرجل هو أقوى من المرأة وذلك لا يعد إنقاص من المرأة بل لحفظها وتعزيزها.

حيث أوصى الدين الإسلامي الحنيف حفظ المرأة ومعاملتها بلطف في عدة مواضع في آيات القرآن الكريم وما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذا على الرجل مراعاة ذلك وتحمل المسؤولية عن زوجته.

3- حق الاغتسال من الجنابة

أمر الله -عز وجل- عباده بالاغتسال من الجنابة لأن الجماع يعد محرمًا ما لم تغتسل المرأة من جنابتها أو حيضها، حيث لا يمكن ألا ترغب المرأة في الاغتسال ويبقى الرجل لا يتمكن من الحصول على حقوقه الشرعية منها بسبب العلاقة المحرمة، لذا عليها بالاغتسال من الجنابة لوجوب الصلاة.

اقرأ أيضًا: اختيار الزوجة بطريقة الحكماء

4- حق الطاعة

تم تناول أطراف حدود طاعة الزوجة لزوجها سابقًا بينما يمكن التأكيد أن الزوجة عليها طاعة زوجها إلا إن كان ذلك في أمور تخالف الشريعة الإسلامية فليس عليها أن تتقبل ما يطلبه زوجها، فعليها أن تطيعه في الأمور التي تخص شؤون منزلها وأولادها وتدبريات المنزل وتؤدي رغباته فيما لم يضيع عليها الفرائض.

الهدف من الزواج في الشريعة الإسلامية

يعد الزواج هو مصدر السعادة للإنسان فيجعل الله للرجل امرأة تهتم لأمره وتساعده في الأمور الحياتية الشاقة عليه بالإضافة إلى تحصينه من الوقوع في الشهوات والمعاصي فلا يمكن للرجل أن يعيش دون امرأة تعد مصدر السكينة والمودة في حياته.

لذلك وضع الله عدة ضوابط تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة وعلى الطرفين مراعاة تلك الضوابط لتحقيق أهداف الزواج التي تتضمن الآتي:

  • تحصين المسلم لنفسه: يسعى العبد للزواج لتحصين نفسه من الوقوع في الزنا حيث يقضي الزواج على غريزة الإنسان بطريقة ترضي الله -عز وجل- بعيد عن المعاصي والفواحش.
  • طاعة الله ورسوله: شرع الله -عز وجل- الزواج وأمر عباده بالالتزام به (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)، لذا على المسلمين الالتزام بأمر الله واتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما أمر الفتاة أن تقبل بالزواج من صاحب الخلق والدين.
  • إشباع الغريزة: يؤجر المؤمن على إشباع غريزته في حالة واحدة وهي الزواج ولولا تشريع الزواج للمسلمين لانتشر الفجور وعمت الرذيلة وذلك لا يناسب طبيعة الدين الإسلامي.
  • تحقيق خلافة الله في الأرض: خلق الله آدم ثم خلق له حواء ليسكن إليها وتُكون له ذرية يحقق بها أمر الله ويكون خليفته في الأرض لذا عندما يتزوج المسلم ويكون له ذرية صالحة يكون قد حقق خلافة الله عز وجل.

أحكام الزواج في الإسلام

أكد فقهاء الإسلام أن حدود طاعة الزوجة لزوجها يجب ألا تتخطى الأمور التي تخالف الشريعة الإسلامية بينما إن كانت في أمر لا يغضب المولى -عز وجل- فعلى المرأة السمع والطاعة، بالإضافة إلى مراعاة أحكام الزواج التي أكد عليها المولى -عز وجل- ومن بعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:

(النكاحُ من سُنَّتِي، فمن لم يعمَلْ بسنَّتِي فليس منِّي، وتَزَوَّجوا فإِنَّي مكاثِرٌ بكمُ الأمَمَ يومَ القيامَةِ، ومَنْ كان ذا طَوْلٍ فلْيَنكِحْ، ومَنْ لم يَجِدْ فعلَيْهِ بالصيامِ، فإِنَّ الصومَ لَهُ وِجاءٌ)

، ومن ذلك يجب التعرف على أحكام الزواج تفصيلًا وتدبرها لإدراك المسؤولية الكاملة على الزوجة والزوج لتحقيق هدف الزواج.

بينما إن لم تقدر الفتاة على إدراك دورها الأساسي في الزواج والالتزام به فلا تتمكن من تحقيق الهدف من الزواج، حيث يمكن التعرف على أحكام الزواج في الآتي:

  • حالات وجوب الزواج: إن كان المسلم قادرًا على تلبية كل الواجبات المادية والمعنوية والزوجية ويدرك حاجته إلى الزواج التي تعفه من الوقوع في الزنا فعليه الزواج.
  • حالات ندب الزواج: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشرَ الشَّبابِ، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج، فإنَّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ)، وفي تلك الحالة إن كان المسلم قادر ماديًا ومعنويًا على أن يتحمل مسؤولية الزواج لكنه لن يخاف على نفسه من الوقوع في الزنا يكون الزواج مندوبًا.
  • حالات إباحة الزواج: إن كان المسلم يتأكد من عدم وقوعه في الزنا فيكون مباح زواجه.
  • حالات كراهة الزواج: إن خاف المسلم من الوقوع في الظلم وعدم الالتزام بحدود الزواج التي أكد عليها المولى -عز وجل- مثل عدم قدرة المرأة على طاعة الزوج ومراعاته فيكون الزواج مكروهًا.
  • حالات تحريم الزواج: إن كانت المرأة تتأكد أنها لن تطيع زوجها ولن تلبي له احتياجاته أو عدم قدرة الرجل على الإنفاق على زوجته أو معاشرتها بلطف أو عدم العدل إن تزوج بأخرى يكون الزواج محرمًا.

اقرأ أيضًا: كلام عن حقوق الزوجة

عندما شرع الله الزواج أوجب له أحكام لا يكون الزواج بدونها ومنها طاعة الزوجة لزوجها والقيام بكل واجباتها نحوه لكن في حدود طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.