هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للسائق
هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للسائق، أصبح سؤال هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للسائق من أسئلة الأحكام الشرعية التي يهتم بها الكثير من الناس، بهدف ألا يقعون في خطأ إعطاء الزكاة لمن لا يستحق.
فسوف نجيب في هذا المقال عبر موقع زيادة عن هذا السؤال كما سنعرف ما هي المصارف الشرعية المستحقة الزكاة الفطر.
هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للسائق
تتوقف الإجابة عن سؤال هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للسائق أم لا على حالة السائق وهل راتبه يكفيه هو ومن يعولهم أم لا وهذا ما سنعرفه بالتفصيل:
- هناك الكثير من الفقهاء الذين اتفقوا على جواز إعطاء زكاة الفطر ولا حرج في ذلك إذا كان راتب السائق لا يكفيه هو ومن يعولهم، أي كانت احتياجاتهم تفوق راتبه بكثير.
- وفي هذه الحالة يعد هذا السائق من المحتاجين والفقراء المستحقين لزكاة الفطر، كما يعد مصرف من المصارف الشرعية الخاصة بزكاة الفطر.
- ولكن إذا كان راتب السائق كبير ويكفيه هو وأسرته وجميع من يعولهم، فحينها لا يستحق الزكاة ولا يجوز إعطائها له فيجب وضعها في محلها وإعطائها للفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، وفي هذه الحالة لا يمكن تصنيف السائق من المصارف الشرعية.
- وضح الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم المصارف الشرعية التي يجب إخراج الزكاة لها فقال عز وجل:
(إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).
اقرأ أيضًا: لماذا سميت زكاة الفطر بهذا الاسم
المصارف الشرعية للزكاة
ذكرنا سابقاً حكم هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للسائق كما ذكرنا الآية الكريمة التي توضح مصارف الزكاة وسوف نذكرهم بالتفصيل:
- الفقراء: وهم أدنى طبقة في المستوى الاجتماعي فهم لا يقدرون حتى على تحصيل ولو جزء صغير من احتياجاتهم اليومية واحتياجات أسرهم.
- المساكين: إن المسكين أشد حاجة من الفقير، فهو غير قادر تماماً على الحصول على احتياجاته فهو من أكثر المستحقين للزكاة والصدقات.
- العاملون عليها: وهم الذين ينظمون أعمال الزكاة ويشرفون عليهم، فيجب إعطائهم قدر منها تقديراً لعملهم ومجهودهم.
- المؤلفة قلوبهم: ويوجد منهم نوعان إما من يتم إعطائهم جزء من الزكاة حتى نرغبهم في ديننا الإسلام أو نقوم بإعطائهم الزكاة حتى لا يصيبنا شرهم ونتجنبهم تماماً.
- في الرقاب: فيتم إعطاء الزكاة للسادة ومن يمتلكون العبيد حتى نقوم بتحرير رقابهم وجعلهم أحراراً.
- الغارمين: هم من اضطروا للتداين بالمال لأي سبب من الأسباب الضرورية، فسمح الإسلام بإمكانية دفع الزكاة لهم حتى يتم سداد ذلك الدين وفك كربهم والاستمتاع بالحياة من جديد.
- في سبيل الله: يتم إعطاء الذين يحاربون في سبيل الله وخرجوا للجهاد جزء من الزكاة حتى يقومون بشراء ما ينقصهم من العتاد وأسلحة الحرب.
- ابن السبيل: وهو من لا يملك المال للعودة إلى وطنه فقد يكون قد ضاع أو سرق منه أو غير سبب من الأسباب فيتم إعطائه الزكاة حتى يتمكن من العودة إلى بلده مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: مقدار الصاع في زكاة الفطر بالكيلو
هل من الجائز أن نخرج الزكاة عن السائق أو الخادم؟
يتساءل الكثير من الناس هل يجب على صاحب العمل إخراج الزكاة للعاملين لديه أم هم من يخرجونها عن أنفسهم وهذا ما سنذكره:
- إن أغلب العلماء قد اتفقوا على أن إخراج صاحب العامل الزكاة عن العاملين لديه سواء كان سائق أم خادماً أو غير ذلك غير واجب نهائياً.
- كما أن الشريعة الإسلامية لم تكلفه بذلك، بل العاملين هم من يخرجون الزكاة عن أنفسهم.
- والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على كل عبد أو حر، صغير أو كبير.
- أي يجب على العامل أن يخرج الزكاة عن نفسه حيث أنه له راتب مستقل حتى ولو كان صغيراً فيقوم بإخراج قدر استطاعته وما يقدر عليه.
اقرأ أيضًا: وقت اخراج زكاة الفطر وحكمها
هل يجوز إعطاء الزكاة للعامل غير المسلم؟
هذا السؤال كان محل خلاف بين العلماء لم يتفقوا على رأي واحد بل انقسمت آرائهم إلى قولين وهما:
- القول الأول: ذهب علماء الحنفية كالعالم الزهري، وابن سيرين إلى جواز إعطاء الزكاة للعامل غير المسلم واستدلوا على قولهم ببعض الأدلة ولكن عند البحث وجد أن هذه الأدلة ضعيفة الإسناد، وهذا رأي غير مرجح.
- القول الثاني: وهو رأي جمهور العلماء فلم يجيزوا إعطاء الزكاة للعامل غير المسلم، ومن يقوم بإعطائها لهم فلا يكتب له أجر، وينبغي عليه إعطاء نفس المبلغ لعامل مسلم وإلا فلن تبرأ ذمته، وهذا هو الرأي الأرجح.
- واستدل جمهور العلماء على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم).
- والمقصود هنا هم فقراء وأغنياء المسلمين.
اقرأ أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر في بلد آخر
أجبنا في هذا المقال عن سؤال هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للسائق أم لا وعلمنا أنه يجوز إذا كان راتبه لا يكفي احتياجاته أما إذا كان يكفيه فلا يستحقها بل يجب إعطائها لمحتاج غيره كما ذكرنا الأصناف المستحقة للزكاة وهي التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الشريف.
