هل مريض القلب يعتبر مبطون
هل مريض القلب يعتبر مبطون؟ ومن هو المبطون؟ إن رغبة الأهل في الاطمئنان على ميتهم هو ما يدفع إلى الرغبة في معرفة إجابة هذا السؤال، والسبب هو الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل الله) لذا فإن من يموت مبطونًا فهو شهيد، والشهيد يغفر له كل ذنبه، لذا من خلال موقع زيادة سنبين لكم ما إن كان مريض القلب قد مات شهيدًا أم لا.
هل مريض القلب يعتبر مبطون؟
من المعروف أن من يموت بمرض في بطنه يكون شهيدًا، حيث يفرح أهله بحسن الخاتمة ويدعون أن يتقبله الله في عباده الصالحين، كما ويطمئنون على حاله في الآخرة، ولكن يبقى السؤال هل مريض القلب يعتبر مبطون؟ هل يكون عند الله شهيدًا؟
إن دار الإفتاء قد ردت على هذا التساؤل، حيث ذكرت أن الشهادة أنواع، فهناك شهيد الدنيا والآخرة، وشهيد الدنيا فقط وشهيد الآخرة فقط، وسنوضح تلك الفروقات فيما يلي:
1ـ شهيد الدنيا والآخرة
إن شهيد الدنيا والآخرة هو الذي يقتل في سبيل الله في الحرب ضد الكفار أو في سبيل إعلاء كلمة الله، وكان يرغب من هذا القتال هو أن يرضي الله سبحانه وتعالى، وهذا الشهيد يغسل لكن لا يصلى عليه، فقد قال الله عنه:
{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}.
اقرأ أيضًا: سلبيات التبرع بالأعضاء بعد الموت
2ـ شهيد الدنيا فقط
هو ذلك الشهيد الذي يموت في الحرب ولكن لا تكون هذه الحرب ابتغاء رضا الله سبحانه وتعالى، بمعنى أن تكون هذه الحرب في أمر من أمور الدنيا، وهذا الشهيد لا يغسل ولا يصلى عليه، كما يحرم من الثواب في الآخرة.
حيث ورد ذكره في السنة عندما جاء أعرابيًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر -أي للشهرة- والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله”.
اقرأ أيضًا: من هو أول من تمنى الموت
3ـ شهيد الآخرة فقط
هذا الشهيد هو الذي لا يموت في حرب أو ما شابه ذلك، لكنه يموت غارقًا أو مبطونًا، لكن يعامل معاملة أي ميت آخر، فمثلًا يغسل ويكفن مثل الميت العادي، ولكن الله سبحانه وتعالى يعطي هذا الميت الثواب الذي يعطيه للشهيد.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذًا لقليل، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات من البطن فهو شهيد” رواه مسلم.
في هذا الحديث تعدادًا لمن هم يحسبون من الشهداء فبالإضافة إلى الذي يقتل في حرب في سبيل الله، فإن من يموت بسبب الطاعون أو يموت بسبب مرض في البطن يحسبه الله عنده من الشهداء.
في حديث آخر رواه الترمذي: “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد”
، ولكن هل مريض القلب يعتبر مبطون؟ هل يأخذ أجر الشهادة؟
في هذا الأحاديث توضيح للحالات الأخرى التي يقتل فيها المسلم وعد من الشهداء، وأكملت دار الإفتاء على هذا الكلام أن غير ذلك لا يعتبر شهيدًا، فحالات الشهادة قد وضحها الحديث الشريف.
لكن هناك بعض الأقوال الأخرى التي تبين أن الإنسان الذي يموت بمرض فإن الله يغفر له ذنبه ويكفر عنه السيئات بسبب الفترة الصعبة والآلام الجسدية التي سببها المرض له، والله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء.
كما هناك شروط لكي يصبح المبطون شهيدًا منها أنه يجب أن يصبر ويحتسب أجر هذا المرض والألم عند الله سبحانه وتعالى، ويجب ألا يجزع الإنسان وينفذ صبره بل من المهم أن يأخذ بالأسباب ويبحث عن العلاج لهذه العلة.
من ضمن الآراء الأخرى في موضوع الشهادة للمريض: ما نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه “فتح الباري” قال: “روى الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة له بإسناد حسن من حديث علي بن أبي طالب قال: كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد غير أن الشهادة تتفاضل”
من هو المبطون؟
لقدر ذكر ابن باز والعديد من العلماء الآخرين أن المبطون يكون عند الله في الآخرة شهيدًا، كما أن من يموت غرقًا يعتبر من الشهداء، ومن يموت محروقًا فهو شهيد، وأيضًا من يصاب بداء الجزم يعتبر من الشهداء، والمبطون هو صاحب داء أو مرض أو أي علة في البطن.
إن الله سبحانه وتعالى يعطي المبطون أجر الشهيد كما يغفر له كل ذنبه بسبب الآلام التي قضاها في مرضه.
اقرأ أيضًا: من النبي الذي ضرب ملك الموت
أجر الشهيد
إن أجر الشهيد الذي يقتل في سبيل الله يعطيه الله ويكافئ به من مات مبطونًا، أي من مات بداء أو علة في بطنه، ومن هذا الفضل الكبير الذي يهديه الله له، وأجر الشهيد جاء على الشاكلة التالية:
- يكون الشهيد آمنًا من عذاب القبر.
- إن الشهيد يرفعه الله في الآخرة حتى يصبح من أفضل الناس درجة.
- إن الشهيد يكون دمه كالمسك في رائحته.
- الشهيد يجعله الله سبحانه وتعالى يطوف في ظل عرشه.
- يحظى الشهيد بمنزلة كبيرة حيث يدخل الجنة مع الأولين.
- يشفع الشهيد لسبعين شخصًا من عائلته.
- حين يخاطب الله الشهيد فإنه يخاطبه دون أي عازل أو حجاب.
- يكون الشهيد آمنًا من الفزع الأكبر.
- للشهيد 72 زوجة من الحوريات في الجنة.
- يكون تاجه هو تاج الوقار المليء بالياقوت.
كما قد ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الخصال التي يتميز بها الشهيد حيث قال: “إنَّ للشّهيدِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ سِتَّ خِصالٍ: أن يُغفَرَ له في أولِ دَفعةٍ من دمِه، ويَرى مقعدَه من الجنَّةِ، ويُحَلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُزَوَّجَ من الحُورِ العِينِ، ويُجارَ من عذابِ القبرِ، ويأمنَ من الفزعِ الأكبرِ، ويُوضَعَ على رأسِه تاجُ الوَقارِ الياقوتةُ منه خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ويُزَوَّجَ ثِنتَينِ وسبعينَ زوجةً من الحُورِ العِينِ، ويُشَفَّعَ في سبعينَ إنسانًا من أقاربِه”.
هل مريض القلب يعتبر مبطون؟ إن المبطون هو من يموت بسبب مرض في بطنه، ويعتبر المبطون عند الله شهيدًا يعامله معاملة الشهداء ويرفع من منزلته إلى جوار الصالحين.
