لماذا منعت البسملة في سورة التوبة

لماذا منعت البسملة في سورة التوبة من الأمور المعتاد عليها هي بدء كل سور القرآن الكريم بالبسملة، ولكن هناك سورة وحيدة في القرآن الكريم لم تبدأ بالبسملة وهي سورة التوبة، وقد اتفق على ذلك القراء العشرة، وسوف نعرف في هذا المقال عبر موقع زيادة لماذا منعت البسملة في بداية سورة التوبة.

لماذا منعت البسملة في سورة التوبة

هناك بعض الأسباب التي قيلت رداً على سؤال لماذا منعت البسملة في مطلع سورة التوبة وقد بدأت ببراءة من الله مباشرة ومن هذه الأسباب:

اقرأ أيضًا: سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

احتمالية أنها وسورة الأنفال سورة واحدة

• والدليل على ذلك ما ورد عن ابن عباس أنه قال:

( قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما.

ولم تكتبوا بينهما سطراً، بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، فما حملكم على ذلك؟، قال:

فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دخل بعض من يكتب له فيقول: ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وإذا نزلت عليه الآيات قال:

ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وإذا نزلت عليه الآية، قال:

ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها.

وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أنها منها فظننت أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم).

• ولا شك في أن ترتيب جميع سور القرآن الكريم ترتيب توفيقي، وقد أمر الرسول صلى عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بوضع سورة التوبة بعد سورة الأنفال حيث أن الصحابة كانوا هم من يكتبون الوحي وذلك وفقاً لتعاليم جبريل عليه السلام.
• وهذا يدل على أن ما يقال من كون سورة التوبة وسورة الأنفال سورة واحدة هو قول غير صحيح، حيث أنهما لو كانتا سورة واحدة لكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر بضم السورتان على بعضهما البعض، لذلك فإنهما سورتان منفصلتان وبين نزولها حوالي سبع سنوات.

اقرأ أيضًا: لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة

عدم مناسبة بداياتها لمحتوى البسملة

قيل في لماذا منعت البسملة في سورة التوبة أن هناك بعض العلماء الذين قالوا إن البسملة لم تذكر في بداية سورة التوبة لأن موضوعها لا يتناسب مع محتوى البسملة:

• حيث أن كلمة براءة تفيد السخط، والبسملة تفيد الرحمة والمغفرة، فكيف لله أن يجمع بين السخط والرحمة في موضع واحد، كما أن البراءة تفيد انعدام ومنع الأمن والأمان عن المشركين والكفار، أما البسملة فهي رمز الأمان عند جميع العرب، فليس من المنطق اجتماعهما.
• كما أن هناك بعض الآراء التي تقول بأن سورة التوبة ذكر في بدايتها الكفار وبراءة الله سبحانه وتعالى منهم وإعلانه للحرب عليهم، لذلك لم يتم ذكر البسملة، ولكن هذا غير صحيح بالمرة.
• هناك العديد من السور القرآنية التي بدأت بذكر الكفار ومع ذلك فقد ذكرت البسملة مثل قول الله تعالى:

(الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم).

• وهذه بداية سورة محمد.
• عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال:

(سألت علي بن أبي طالب لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وبراءة أنزلت بالسيف، ليس فيها أمان).

اقرأ أيضًا: ماهي السورة التي لا تبدا بالبسملة

عدم ورود البسملة فيها في نسخ الصحابة للقرآن الكريم

فسر بعض العلماء عدم ذكر البسملة في بداية سورة التوبة، بأنها لم ترد في النسخ التي كتبها الصحابة رضوان الله عليهم:

• إن سورة التوبة قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودته من غزوة تبوك، وقد كانوا يحجون بيت الله الحرام، وسورة التوبة تعد من السور الأخيرة التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• وقد قبل بأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكتبوا البسملة لأنهم قد أخذوا مصحف أمير المؤمنين الإمام عثمان بن عفان قدوة لهم، والبسملة لم تكن مكتوبة في المصحف الخاص به.
• وقد روي عن أبي بن كعب أنه قال:

(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرهم بوضع بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة، ولم يأمرهم في هذا بشيء، فلذلك لم يضعوها).

• ويجب أن ننوه عن قال الإمام الشاطبي في عدم ذكر البسملة في سورة التوبة فقد قال:

(ومهما تصلها أو بدأت براءة، لتنزيلها بالسيف مبسملا، ولا بد منها في ابتدائك سورة، سواها وفي الأجزاء خير من تلا).

اقرأ أيضًا: ماهي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين

ذكرنا في هذا المقال لماذا منعت البسملة في سورة التوبة، حيث أن هذا الأمر قد أثار وشغل فكر الكثير من المسلمين، فجميع السورة القرآنية تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، ولكن فسر العلماء ذلك بأن الصحابة لم يكتبوها لأنهم اقتدوا بمصحف عثمان ابن عفان وهي لم تكون مكتوبة فيه.