متى يكون الطلاق ظلم
متى يكون الطلاق ظلم للمرأة والرجل؟ حيث يجب توافر أسباب قوية ودوافع مقنعة حتى يكون الطلاق في محله، فهو أبغض الحلال لذلك يجب تحري الدقة والصبر ومحاولة التفاهم والوصول لحل يرضي جميع الأطراف حتى لا يشكل الطلاق ظلمًا على أحد ولا يسبب أذى لأحد لهذا سوف نتناول كل ما يخص الطلاق ومتى يكون ظلم على أحد الطرفين الآن من خلال موقع زيادة.
متى يكون الطلاق ظلم
يأمرنا الله تعالى بتحقيق السلام والاستقرار في رابطة الزواج والعمل على أن تكون تلك الرابطة مصدر للحب والسعادة بين الطرفين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يجب أن يقع الطلاق إلا بعد بذل مجهودات كبيرة للإصلاح بين الزوج والزوجة.
حيث إن الطلاق بدون سبب واضح لا يعترف به أو طلب الطلاق من أجل الحصول على المال يعتبر إثم ومعصية كبيرة ويعتبر ظلم على الزوجين واتخاذ آيات الله هزوًا كما قال الله في كتابه الكريم
{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ البقرة- 231 ].
اقرأ أيضًا: أسباب تستحق الطلاق شرعا
أحكام الطلاق في الإسلام
تتعدد الحالات التي يقع فيها يمين الطلاق من قبل الزوج على زوجته وتتعدد الظروف والأسباب وهناك العديد من الحالات التي ذكر فيها الزوج يمين الطلاق باختلاف الصيغ ومنها:
- عند قول الزوج: “لو لم يبق من النساء غيرك فأنت عليّ حرام”، حيث يقول العلماء في هذه الحالة تعتبر وقع على زوجته طلقتان.
- حكم قول: محرمة طالقة طالقة طالقة وفسر العلماء هذه الحالة بوقوع الطلاق على الزوجة طلقة واحدة ويعتبر اللفظ الثاني والثالث مؤكدين للفظ الأول ويحق للزوج رد زوجته ما دامت في العدة، ولكن إن خرجت من العدة فلا تحل له إلا بنكاح جديد وبشروط معتبرة.
- من طالت المدة بينها وبين زوجها هل تعتد بعد طلاقها؟ حيث إذا طلقت المرأة وجبت عليها العدة بعد الطلاق ولو طالت مدتها بعيدة عن زوجها لقول الله تعالى:
{ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة-288]،
ولأن النبي أمر زوجة ثابت بن قيس لما اختلعت منه أن تعتد بعد الخلع بحيضة.
- حكم من غاب عنها زوجها 20 سنة ثم طلقها ففي هذه الحالة على الزوجة إتمام العدة لأن العدة لا تكون إلا بعد الطلاق حتى ولو طالت غيبة الزوج.
- حكم من قال لزوجته لو خرجت من المنزل فأنت طالق فالجواب هنا إذا كان قصد الزوج منعها من الخروج فقط وغرضك هو تهديدها وتخويفها فعليك فقط كفارة يمين ولا يقع الطلاق وهي إطعام 10 مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، ومن عجز فعليه صيام ثلاث أيام متتالية.
حكم الطلاق بدون سبب في الإسلام
يأمر الله تعالى الأزواج بالإمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان، ولذلك نهى الإسلام عن وقوع الطلاق بدون سبب، وقد تم بيان حكم الطلاق بدون سبب كما يلي:
- اتفق العلماء على أنه إذا طلق الرجل زوجته بدون سبب يقع الطلاق عليها لكنه يأثم ويتحمل ذنب كبير وذلك لظلمه لها وإلحاق الضرر بها وللأولاد.
- الشريعة لا تجبر الزوج على البوح بسبب الطلاق باعتباره من أسرار البيوت ولكن يجب على الزوج أن يكون حكيم عند اتخاذ هذا القرار المتعلق بإنهاء الحياة مع زوجته.
- على الزوج أن يدرك أن زوجته لها حقوق لديه كما عليها واجبات، وأنه بمجرد اختلائه بها هيأت نفسها على الاستقرار معه فلا يجب عليه أن يفجعها بقرار الطلاق دون علمها.
- في الحديث الشريف عن بن عمر -رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَبْغَضُ الْحَلالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الطَّلاقُ”؛ فقد جعله الإسلام حلالًا، لكنَّ الله -عزّ وجلّ- يبغضه، لما فيه من إلحاق الضرر بالزوجة وأبنائها وأهلها.
- منح الإسلام للزوج مسؤولية الطلاق ولذلك عليه أن يتق الله في زوجته وعدم وقوع الطلاق على أسباب لا تستحق كما ذكر الإسلام الرجل بالنظر إلى أخلاق زوجته الحميدة لعله تجعله يتراجع عن الطلاق، فعن أبى هريرة
“قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ” [٤]، وقوله: لا يَفرَك: أيّ لا يبغض، وعلى الزّوج أنْ يستذكر قوله تعالى: “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ”
- على الزوج ألا يستخف بأمر الطلاق ذلك الحق الذي شرعه الإسلام، وألا يكون سبب في إساءة الظن بالإسلام.
اقرأ أيضًا: حكم الطلاق بسبب عدم التفاهم
الشروط اللازمة لوقوع الطلاق
بعدما تعرفنا على متى يكون الطلاق ظلم، يوجد عدة شروط فرضها الإسلام حتى يعتبر وقوع الطلاق صحيح ومنها:
- ألا يكون الزوج مجنونًا.
- ألا يكون معتوهًا.
- ألا يكون مكرهًا.
- ألا يكون نائمًا أو فاقد وعيه أو سكران.
- ألا يكون غاضبًا غضبًا شديدًا يخرجه عن إدراكه للأمور، لقوله صلي الله عليه وسلم
“إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ” رواه ابن ماجة، وأيضًا لقوله صلى الله عليه وسلم “ لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ “رواه احمد.
اقرأ أيضًا: أنواع الطلاق الذي لا يقع
حالات وجوب الطلاق
يقع الطلاق على الزوجة ويكون واجب عندما يخاطبها زوجها بلفظ أنت طالق وهو في كامل وعيه وإرادته، وبالتالي فهناك ألفاظ صريحة عندما يلفظها الزوج لزوجته قاصدًا إياها لا على سبيل الحكاية أو الإخبار أو التعليم وغيرها فيقع الطلاق حتى ولو كان مزحًا.
وذلك إسنادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
“ ثلَاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: اَلنِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالرَّجْعَةُ”. رَوَاهُ اَلْأَرْبَعَةُ إِلَّا النَّسَائِيَّ، وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِمُ.
من أكبر المسؤوليات التي كلف بها الإسلام الرجل هو أن يكون مسؤولًا عن زوجته، فيجب عليه احترامها وتقديرها ومعرفة حقوقها لديه كما يطالبها بحقوقه لديها فعليه أن يحافظ على هذه النعمة ولا يؤذيها في مشاعرها بالطلاق بدون أسباب واضحة.
