تجربتي مع العلاج بالطاقة

تجربتي مع العلاج بالطاقة كانت غنية بالدروس المستفادة وكان فيها بعض الإيجابيات كما كان فيها بعض الأمور المُخيبة للتوقعات، وهذا ما أحببت مشاركته معكم عبر موقع زيادة لنشر الوعي، ولا سيما بعد الانتشار الواسع لهذه العيادات في العالم العربي، والجدل القائم حولها بين مؤيد ومُشكك.

تجربتي مع العلاج بالطاقة

بعد عُمر الستين بدأت مشكلات القلب والأوعية الدموية المعتادة في الظهور في هذا السن المتقدم لاسيما بعد ظهور أعراض مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، مما تسبب في العديد من المشكلات الصحية والنفسية الأخرى وعدم ممارسة الأنشطة اليومية بسلاسة بالإضافة إلى الشعور بالتعب والهبوط باستمرار.

  • قرأت عبر مواقع الإنترنت عن ظاهرة انتشرت مؤخرًا وهي عيادات العلاج بالطاقة وأنها تساعد بشكل كبير في علاج الأمراض المزمنة وتخفف من الآلام المبرحة التي يشعر بها المريض لذا فكرت بالتجربة.
  • عندما سألت بعض المعارف لم أجد الكثيرين قد قاموا بتلك التجربة إلا سيدة واحدة من أقربائي قالت إنها قد تماثلت للتعافي من خلل في معدل ضغط الدم بعد الاستمرار في حضور جلسات العلاج بالطاقة في عيادة متخصصة، الأمر الذي كان مثيرًا للدهشة بالنسبة لي.
  • الأمر الذي جعلني انتبه لهذه الفكرة بشكل أكبر وبالبحث في المواقع العلمية عن هذا النوع من العلاج، قرأت أنه صورة من صور الطب التكميلي أو البديل مثل العلاج بالأعشاب.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع العلاج الإشعاعي

كيفية العلاج من خلال طاقة الحيوية

توجهت إلى العيادة المتخصصة التي أشارت إليها قريبتي بهدف بدء تجربة العلاج بالطاقة، وعندما قابلت المعالجة طلبت منها بعض الشرح والتفسير، قالت المعالجة أن الفكرة تقوم على التحكم في الطاقة الحيوية الموجودة في الجسم وكيفية تدفقها عبر الأعضاء الحيوية.

  • ما تحاول المعالجة فعله هو عمل التوازن المثالي في هذا التدفق بهدف تقليل التوتر والمشاعر السلبية وتعزيز الشعور بالسلام النفسي مما ينعكس بالإيجاب على الحالة البدنية بشكل عام.
  • بالسؤال عن علاج حالات أمراض القلب أكدت أن العلاج بالطاقة له بالغ الأثر في تنظيم ضربات القلب وبإمكانه تحسين معدلات ضغط الدم بشكل كبير إلى جانب تعزيز الجهاز المناعي مما يتسبب بالضرورة في تقليل الآثار الجانبية.

فوائد العلاج بالطاقة

أكدت المعالجة على وجود العديد من الفوائد لهذا العلاج والذي تظهر نتائجه خلال شهر واحد فقط، كما أكدت أن العديد من المرضى التي عالجتهم قد تحسنت حالتهم النفسية والصحية بشكل كبير وذكرت عِدة فوائد لتجربة العلاج بالطاقة.

  • العمل على تعزيز الجهاز المناعي للمريض ومن ثم التخفيف من خطورة الأعراض المناعية الحادة.
  • الآثار النفسية الإيجابية مثل تخفيف القلق والتوتر وزيادة الثقة بالنفس والإقبال على الحياة.
  • يساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل كما يقاوم ظاهرة الأرق.
  • تخفيف آلام الأمراض المختلفة مثل السرطان والقلب وأمراض المخ والأعصاب.
  • يساعد من الاستشفاء من الجروح وتلف الخلايا لاسيما بعد إجراء العمليات الجراحية.
  • يزيد من فعالية العلاج الطبي والأدوية المختلفة ويزيد من سرعة الشفاء من الأمراض المختلفة.
  • له دور في تخفيف بعض الأعراض مثل الصداع والغثيان والهبوط المستمر.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع العلاج بالأوزون

أنواع العلاج بالطاقة

قبل بدء تجربة العلاج بالطاقة وضحت لي المعالجة أن الاستشفاء أو العلاج بالطاقة الحيوية ينقسم إلى عدة أنواع، لكل نوع طريقة في العلاج لكن الفكرة الأساسية ثابتة وهي عمل التوازن في طاقة الجسم للحصول على حياة صحية أفضل.

  •  اللمسة العلاجية (العلاج باللمس): تدعي تلك الطريقة بأن أجسامنا تصدر مجالًا مغناطيسيًا ضخمًا، يمكن من خلال المعالجين التلاعب بها لكي تعزز نسب الشفاء من الأمراض المختلفة وتخفيف الألم.
  •  العلاج بالكريستال: يتم استخدام الأحجار والبلورات في هذا النوع من العلاج بالطاقة زاعمين بأنها تحتوي على قوى شفائية، كما ذكرت المعالجة أن في كل جسم ما يعرف بالشاكرات وهي المسؤولة عن حقول الطاقة ويمكن تجميعها بشكل معين حول الجسم بواسطة الكريستال.
  • الريكي (Reike): هذه الكلمة من أصل ياباني ومعناها طاقة الحياة العالمية، وهذا النوع هو عبارة عن تقنية نشأت في اليابان وبدأ استخدامها هناك في مطلع القرن العشرين كنوع من الطب البديل.
    كما أكدت المعالجة أنه على الرغم من الريكي لا يشفي من الأمراض بشكل كامل، إلا أنه يساهم في السيطرة والتخفيف من الأعراض التي تؤرق المرضى، يتم العلاج من خلال وضع المعالج يده فوق أماكن الطاقة لتحفيز قدرات الجسم على الشفاء الذاتي.

ماذا يحدث خلال جلسة العلاج بالطاقة؟

بعد أن ذكرت لي المعالجة فوائد العلاج وانواعه وأشارت إلى أنها تستخدم نوع العلاج بالطاقة (الريكي) بدأت الجلسة، وقد كنت متوترًا في البداية لأنها تجربتي الأولى لكن مع مرور الوقت شعرت باسترخاء تام.

  • طلبت المعالجة مني أن أسترخي تمامًا مستلقيًا على ما يشبه المرتبة على الأرض، وعدم التفكير في أي شيء موتر أو مزعج.
  • بدأت بعمل بعض الحركات بيديها على جسمي عن بعد بزعم توجيه طاقة الشاكرا باتجاه الجسم.
  • كانت الجلسة مرتكزة على سبعة مناطق للطاقة أساسية في الجسم.
  • لا أنكر انني شعرت باسترخاء شديد لم أشعر به من قبل حتى وصل الاسترخاء إلى حالة شبه النوم حتى نهاية الجلسة.
  • لم أشعر بمرور الوقت وعندما قالت المعالجة أن الجلسة قد انتهت وجد أن ثلاثين دقيقة قد مرت.
  • قالت الطبيبة أن العلاج يحتاج إلى شهر على الأقل حتى يبدأ العلاج (الريكي) بإظهار النتائج تدريجيًا على المريض، لكن أكدت ضرورة ألا أتوقع حدوث معجزات لأن العلاج هو علاج تكميلي فقط.

رأي العلم في العلاج بالطاقة

بعد هذه التجربة تشككت في بعض الدلائل التي ذكرتها المعالجة عندما تحدثت معها قبل تجربة العلاج بالطاقة، فلم أجد دليلًا علميًا أو طبيًا على ما تقول مما جعلني أقرر أن أتحدث مع طبيب القلب المشرف على حالتي بهذا الشأن وأري له ما حدث خلال تلك الجلسة.

  • عندما تحدثت مع طبيب القلب حول تجربتي في العلاج بالطاقة كان رده أن هذه الأنواع من العلاج هي شكل من أشكال الطب البديل يعتمد في الأساس على الاعتقاد في تواجد طاقة حيوية متدفقة في أعضاء الإنسان.
  • تفسيرات علم الطاقة وخصائصها الصحية قد يبدو فيه بعض الصحة لكن ليست هناك أي تجارب معملية موثقة تدعمه.
  • كما أكد الطبيب أن المتخصصون في علم النفس يرفضون تمامًا هذه الادعاءات ويشككون بشكل كبير في جدوى العلاج به.
  • العجيب في الأمر أن المعالجين بالطاقة أيضًا يشككون في علماء النفس بدعوى أنهم يستخدمون أدوات عتيقة مبنية على نظريات علمية قديمة في العلاج النفسي ولا يواكبون تطورات العلم الحديث.
  • بينما في الحقيقة أن العلم النفسي لا يعتمد فقط على نظريات فرويد والعلماء القدامى وإنما يتم تطويره بشكل دائم من خلال العلماء الجدد والتجارب النفسية والإحصائيات لمساعدة الناس بما يتناسب مع واقعهم.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع العلاج البيولوجي

هل يمكن الاعتماد على العلاج في الطاقة

يدعي المعالجين وجود أبحاث علمية تدعم نظريات هذا النوع من العلاج لكن في الحقيقة هناك العديد من العيوب العلمية والبحثية في تصميم هذه الأبحاث، ولم يتم نشرها في أي مجلة علمية معتمدة بالإضافة إلى أنها لا يتم تدريسها في أي من الأكاديميات الموثوقة وهناك بعض الأسباب للتشكيك بها.

  • تباين وقت إجراءات العلاج في التجارب العلاجية بالطاقة.
  • عدم وجود مؤشرات لاختبار مستوى كفاءة وخبرة المعالج يمكن بناء البحث عليها.
  • عشوائية وعدم دقة التوثيق لخطوات التجربة ونتائجها.
  • العينات العشوائية التي يتم بناء التجارب والإحصائيات بناء عليها ضئيلة وغير كافية.
  • توزيع المهام العلاجية غير موجود لان العلاج يكون من خلال معالج واحد فقط.
  • غالبًا ما يتم اختيار عينات تلائم أهداف التجربة الأمر الذي يعد نقطة انحياز.
  • عدم توافر بيانات إحصائية وديموغرافية الأمر الذي لا يسمح بالمراجعة والتحليل التجميعي ومن ثم تطبيق النتائج على عدد أكبر.

لكي نتمكن من الجزم حول إن كان العلاج بالطاقة حقيقة أم زيف يجب أن تتوافر دراسات أوضح مرفقة بعينات أكبر مع مراعاة توفير تصميم يدعم المنهج التجريبي.