هل يجوز الصيام مع نزول دم بني قبل الدورة

هل يجوز الصيام مع نزول دم بني قبل الدورة؟ وماذا إن كان بعدها؟ ففي الواقع هذه الأمور كثيرًا ما تُربك النساء، فيخفن من ترك فريضة الله تعالى لظنهن عدم الطُهر، أو اقتراب الصلاة بغير طُهر فيكون هو الآخر ذنبًا، لذا فموقع زيادة قد خطّ لكم فصلًا بين هذه الأحكام.

هل يجوز الصيام مع نزول دم بني قبل الدورة؟

بحال كانت الإفرازات البنية قبل الدورة الشهرية، ومنفصلة عنها تمامًا، ففي هذه الحالة تصوم المرأة وتتوضأ وتُصلي لكل صلاة، لأنها لا تقع ضمن نِطاق الدورة الشهرية بل بنطاق البول الذي يُذهب الوضوء.

لكن بحال اعتادت المرأة على أن تكون هذه الاستحاضة مُتصلة بأيام الحيض فهي منه، ولا يجوز وقتها الصيام، والأمر ذاته يقع في حكم الصيام مع نزول دم بني لكن بعد الدورة.

أقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة عند نزول الدم البني بعد الدورة

حكم الصيام مع الإفرازات بعد انتهاء دم الحيض

إذا كانت مُتصلة بأيام الحيض فهي منه، وإن كانت مُنفصلة عنه فهي محض استحاضة، ويجب عليها الاستنجاء والصوم وهي موجودة، فعن أم عطية: “كُنَّا لا نَعُدُّ الصُّفْرَةَ والكُدْرَةَ بعدَ الطُّهرِ شيئًا”.

كما ورد عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النساءَ كُنَّ يُرسلنَ الدُّرَجَةِ فيها الشيءُ من الصُّفرةِ إلى عائشةَ فتقولُ: لا تَعْجَلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ“.

بما يعني أن العلامة الدّالة الواضحة على الطُهر هي الإفرازات البيضاء، فلا تتطهر المرأة إلا بها، على شرط أن يكون هذا من عادتها، أمّا إن اعتادت ألا ترى قصةً بيضاء، فتتطهر عقب الجفاف من الكدرة والصفرة.

هل يجب قضاء الصلاة بعد التطهّر؟

لم يرد عن زوجات النبي أنهن كن يقضين ما عليهن من صلاة، بل يقضين فقط الصيام، ويؤكد على ذلك ما ورد عن السيدة عائشة رضي عنها: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ” صحيح مسلم.

اقرأ أيضًا: حكم نزول دم بعد الدورة بعشرة أيام

استمرار الدم البنيّ بعد الدورة الشهرية

السائد في فقه الحيض أن أيامه تُحسب مما اعتادت عليه المرأة، سواء سبعة أيام أو خمس، لكن البعض يرون أن هذه الإفرازات البنية التي تتبع الحيض تستمر لأكثر من العادة.

  • استمرارها أكر 15 يوم فأقل: تترك الصلاة والصيام، وإذا توقف بهذه المدة تُعد الفترة كلها حيضًا.
  • أكثر من 15 يوم: هُنا تغتسل المرأة وتصوم، وتتوضأ لكل صلاة، ولا يُشترط عليها الاغتسال لكل صلاة لدى جمهور العلماء.

الإفرازات التي يصح الصوم بوجودها

على الرغم من أن تحري صحة الصيام من الواجب على كل امرأة، إلا أن القلق أكثر من اللازم يحرمها لذة التمتع بحلاوة عبادة مثل الصيام، ولبث الطمأنينة بنفسك عليك التعرف لحكمها.

  • الحنفية والحنابلة: الإفرازات البيضاء، يُسميها الفقهاء رطوبة، أو ماء أبيض، وقد ذكروا أنها طاهرة، بشرط ألا يكون بها دم أو مني أو مذي.
  • المالكية: يرون أنها من النجاسة، وتُلزم الوضوء، لكن يصِح بها الصيام.
  • الشافعية: يقسمونها لنوعين، الأولى هدفها الترطيب، ويرونها طاهرة، والأخرى تأتي من الرحم كمنيّ أو مذيّ وهي من النجاسة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة على جنابة

ما الفرق بين المذيّ والمنيّ؟

للتفرقة بما يوجب الغُسل وما يُوجب الوضوء، على المرأة أن تفرق بينهما.

  • المذي: سببه الشهوة الصغرى، وهو ماء رقيق به لزوجه، يُحتم على المرأة التطهر وتغيير الثياب والوضوء.
  • المني: سببه الشهوة الكبرى، ويكون كثيفًا، ويُلزم الغُسل.

الصيام مع نزول دم بني قبل الدورة أو بعدها من الأحكام التي يجب دراستها جيدًا من قِبل النساء لبيان الطُهر بوقت الصلاة والصيام.