ما حكم سماع الاغاني
ما حكم سماع الأغاني ولماذا؟ على الرغم من أن الأغاني أصبحت تردد الآن من الكبار والصغار على كافة الهيئات، فنحن نسمعها في المواصلات وداخل أماكن العمل، فالقليل الآن هو من يتخلى عن سماعة الأذن من أجل ألا يقترب منها، إلا أنه في بعض الأحيان لا يعرف المسلم جرم ما يقترفه في حق نفسه، لذا ومن خلال موقع زيادة سنتعرف على حكم سماعها.
ما حكم سماع الأغاني
من منا لا يتلذذ عند سماع الأغاني ولا يشعر سوى بأنها قادرة على إلهاءه إن كان يعاني من أي من المشكلات، كما أن هناك العديد من الأشخاص يستمعون إليها من أجل الاستماع بوقت الفراغ، رغبةً في أن تمر الساعات الطويلة، والتي لا يحاول استغلالها على النحو الصحيح.
على الرغم من أن الأغاني من الوسائل التي قد يعبر بها المرء عن مشاعره، إلا أنها من المحرمات بنصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية المطهرة، كونها تحتوي على المعازف التي حرم الله تعالى الاستماع إليها، كونها تجر القلب إلى الوقوع في المعاصي والمنكرات.
بهذا نكون قد أجبنا على سؤال ما حكم سماع الأغاني من خلال إشادة العديد من فقهاء الدين الإسلامي ممن أقروا بحرمانيتها، والتي سوف نتعرف على دلائلها عبر النصوص التالية.
اقرأ أيضًا: هل سماع الاغاني يبطل الصيام
سماع الأغاني في القرآن الكريم
في إطار التعرف على الجواب الصحيح لسؤال ما حكم سماع الأغاني، علينا أن نتناول بعض الأدلة التي من شأنها أن تكون مؤكدة لهذا الحكم، حيث أتى ذكر الأغاني وأي من أنواع لهو الحديث الأخرى التي من شأنها أن تحول بين المسلم وأداء العبادات، وذلك في سورة لقمان الآيتين 5، 7، حيث قال الله تعالى:
” وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ* وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”.
لا شك أنه حين يقوم المرء بسماع الأغاني فإنه يعرض رغمًا عنه عن ذكر الله أو الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إن الأغاني من شأنها أن تتملك من قلبه، فلا تعطي له الفرصة بالانتقاء مرة أخرى من خلال ذكر الله عز وجل أو الاستماع إلى آيات من الذكر الحكيم.
هنا نجد أن الله قد بشر من يقومون بذلك بالعذاب المهين، كذلك سوف نتعرف على آية من الآيات الأخرى التي من شأنها أن تؤكد حكم الدين الإسلامي في الاستماع إلى الأغاني، حيث قال الله في سورة الإسراء الآية رقم 64 ما يلي:
“ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا”
قد فسر العلماء صوت الشيطان بالمعازف والأصوات التي حرمها الله عز وجل، والتي من شأنها أن تثير الغرائز وتلهب المشاعر مما يدفع المرء لارتكاب المعاصي والوقوع في المحظورات.
حكم سماع الأغاني في السنة النبوية
يجب على المسلم أن يعلم أنه ليس لديه أي من المراجع التي ينبغي أن يعود إليها سوى كتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لذا حرصًا منا على أن تكون إجابة سؤال ما حكم سماع الأغاني بالغة الدقة، كان علينا أن نتعرف على الأدلة السنية التي تخبرنا عن ذلك.
حيث ورد في رواية عبد الله بن بشر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال :” إنَّه يكونُ في آخرِ هذه الأمَّةِ قومٌ بَيْنا هم في شربِ الخمرِ وضربِ المعازفِ حتَّى [ يأفِكُ ] اللهُ عليهم فيعودوا قِرَدةً وخنازيرَ” صحيح.
في الرواية السابقة جاءت السنة المطهرة موضحة جرم المعازف وأنها من الأشياء التي حرمها الله عز وجل، وإلا ما كانت عاقبتهم أن يكونوا قردة وخنازير.
اقرأ أيضًا: هل الكذب يبطل الصيام
ضرب الدف وغناء المرأة في الإسلام
في إطار التعرف على حكم سماع الأغاني، نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ضرب الدف، من خلال الكثير من الأحاديث النبوية، إلا أن الحديث التالي من شأنه أن يخبرنا أن الدف من أعمال الشيطان، والتي لا يجب أن نتبعها مهما حدث، حيث روي عن بريدة بن الحصيب الأسلمي:
“خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في بعضِ مَغازيهِ ، فلمَّا انصرفَ جاءت جاريةٌ سوداءُ ، فقالت : يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كُنتُ نذرتُ إن ردَّكَ اللَّهُ سالمًا أن أضربَ بينَ يديكَ بالدُّفِّ وأتغنَّى ، فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : إن كنتِ نذَرتِ فاضربي وإلَّا فلا . فجعَلت تضرِبُ ، فدخلَ أبو بَكْرٍ وَهيَ تضربُ ، ثمَّ دخلَ عليٌّ وَهيَ تضربُ ، ثمَّ دخلَ عُثمانُ وَهيَ تضربُ ، ثمَّ دخلَ عمرُ فألقتِ الدُّفَّ تحتَ استِها ، ثمَّ قعَدت علَيهِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : إنَّ الشَّيطانَ ليخافُ منكَ يا عمرُ ، إنِّي كنتُ جالسًا وَهيَ تضربُ فدخلَ أبو بَكْرٍ وَهيَ تضربُ ، ثمَّ دخلَ عليٌّ وَهيَ تضربُ ، ثمَّ دخلَ عثمانُ وَهيَ تضربُ ، فلمَّا دخلتَ أنتَ يا عمرُ ألقتِ الدُّفَّ”
كذلك على المرأة أن تعلم أن صوتها عورة، فلا يجوز لها أن تقوم بالغناء في حضور الرجال، حتى وإن كان ذلك دون المعازف ومن خلال انتقاء أفضل الكلمات التي تحث على الخير.
عقاب الاستماع إلى الأغاني
لعظم ما تقوم به الأغاني من آثار سلبية على النفس، فإن الله عز وجل قد وضع لها العقوبة الرادعة التي من شأنها أن تحول بين المسلم والاستماع إليها مجددًا.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أنس:” مَنْ جلسَ إلى قينةٍ صُبَّ في أُذُنِه الآنُكُ يومَ القيامةِ” (صحيح)، ومادة الآنك هي مادة الرصاص.
اقرأ أيضًا: حكم سماع الأغاني في رمضان
حكم الأناشيد في الإسلام
ديننا الحنيف دين يسر وليس عسر، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور التالية، حيث أحل الرسول الكريم الاحتفال في المناسبات من خلال الإنشاد والغناء بدون المعازف، على ألا يخرج للمرأة صوتًا مرتفعًا أثناء القيام بذلك، فقد روي عن عامر بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال في حديثه الشريف:
“دخَلتُ على قَرَظةَ بنِ كعبٍ ، وأبي مَسعودٍ الأنصاريِّ في عُرسٍ ، وإذا جَوارٍ يُغنِّينَ ! فقُلتُ: أنتُما صاحِبا رسولِ اللهِ، ومن أهلِ بدر، يفعَلُ هذا عندَكُم، فقالَ: اجلِس إنْ شئتَ، فاسمَع معَنا، وإنْ شِئتَ اذهبْ ، قَد رخَّصَ لنا في اللَّهوِ عندَ العُرسِ”.
كما أنه بالنظر إلى الاحتفالات الإسلامية حين قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة، فإنهم استقبلوه بأجمل الأناشيد التي لا تحمل أي من الكلمات المشينة التي من شأنها أن تكون أحد أسباب غضب الله عز وجل.
ديننا الحنيف لم يأتي ليقيد الحريات أو يمنع المرء من الاستمتاع، إلا أن هناك الكثير من الأعمال التي قد تميت القلب، من الضروري أن تقف الأحكام السماوية حائلًا بينها وبيننا.
