متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة
متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة؟ وما هي إنجازات أبو بكر الصديق في الخلافة؟ نظرًا إلى أن أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين والذي تم مُبايعته على تولي الخلافة من قبل المسلمين، فسنوضح اليوم من خلال موقع زيادة الإجابة عن سؤال متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة.
متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة
تكمن إجابة سؤال متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة في أن أبو بكر الصديق تولى الخلافة بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في نفس اليوم الذي توفي فيه الرسول في سقيفة بني ساعدة، وفي اليوم التالي لوفاة الرسول وكان يوم الثلاثاء في السنة الحادية عشر من الهجرة، تم مُبايعته البيعة العامة والتي كانت في المسجد أمام جميع المسلمين.
تمت مبايعة أبو بكر الصديق بصورة سريعة وذلك لأن الأنصار قد طالبوا بتولي الخلافة قبل أن يتم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا الصحابة منشغلين بدفن رسول الله ولم يكن ببالهم أي تجهيز للخلافة، فسارع أبو بكر الصديق في طلب الخلافة خوفًا من تولي الأنصار لها.
كان سعد بن أبي عبادة يريد أن يتولى الخلافة بعد رسول الله، وكان وقتها مريضًا بالحمى، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وكان طلب الناس له أن يخطب لهم خطبة، فعلى الرغم من أنه كان مريضًا إلا أنه طلب من أقاربه أن يقومون بنقل صوته إلى الناس، ولكن في النهاية لم تنال خطبته رضا الناس.
فبعد أن انتهى من خطبته طلب عمر بن الخطاب من أبي بكر الصديق أن يخطب بالناس، حيث إن الصحابة استنتجوا أن رسول الله كان يريد الخلافة من بعده لأبو بكر؛ بسبب أنه أمره أن يكن إمامًا بالمسلمين عندما كان مريضًا قبل موته، على الرغم من وجود أشخاص أقرأ من أبو بكر الصديق وقتها إلا أنه اختاره هو فلذلك اهتموا بمُبايعته.
بالفعل قام أبو بكر في الخطبة فأقبل الناس عليه ليبايعوه وكانوا يتسارعون للوصول له، وكل هذا الأمر تم قبل أن يُدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بهذا كان أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين الذي أوصى الرسول باتباع نهجهم.
اقرأ أيضًا: متى توفي خالد بن الوليد
حياة أبو بكر الصديق
بعد أن تعرفنا في السابق على إجابة سؤال متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة، سنوضح من هو أبو بكر الصديق وحياته، حيث إنه يسمى بعبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، وتم إطلاقة “أبو بكر” عليه ككناية عن البكر “وهو الفتى من الإبل”.
كما أنه تم تلقيبه بالكثير من الألقاب الأخرى والتي كان منها: الصديق والصاحب والعقيق؛ وذلك لأنه كان يتمتع بالكثير من صفات النبل والأخلاق والمنزلة العالية الرفيعة، علاوة على أنه الصديق المقرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان يشتهر أبو بكر الصديق في الجاهلية بحسن أخلاقه بالإضافة إل أنه لم يكن مقتنعًا بالأصنام التي كان يعبدها الناس وقتها، وكان أبو بكر يحاول باستمرار ان يبحث عن حقيقة الإله الذي صنع هذ الكون، وشغوف بمعرفة الدين الحقيقي، وكان ذلك ناتج عن مخالطته لأصحاب الديانات الأخرى من الأنصار واليهود والذين يؤمنون بوجود الله عز وجل.
كان ذات يوم ورقة بن نوفل أخبره بأن الله عز وجل سيبعث رسولًا نسبه من وسط العرب لكي ينادي بتوحيد الله عز وجل، فانتظر أبو بكر الصديق هذا الرسول.
كان يوجد بعض الإشارات الأخرى التي ترشده إلى طريق الصواب ومن ضمنها أنه رأى ذات يوم في منامه رؤية، فذهب إلى الراهب بحيرة لكي يقص عليه رؤياه.
فكان تفسير هذه الرؤية أن الله عز وجل سيبعث رسولًا من قوم أبو بكر الصديق ليكون نورًا إلى الأمة، وأن أبو بكر الصديق سيكون وزيرًا له وسيتولى الخلافة من بعده، فكتم أبو بكر الصديق هذه الرؤية ولم يخبر بها أحد، ولكنه ظل منتظر مجيء رسول الله.
أبو بكر صديق مقرب لرسول الله
كان أبو بكر الصديق من أكثر الأصدقاء المقربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك منذ أيام الجاهلية، حيث إنه ورد حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عمرو بن العاص يقول فيه:
“أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قالَ: عَائِشَةُ قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قالَ أَبُوهَا قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالًا.” حديث صحيح، رواه عمرو بن العاص.
ساند أبو بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال حياته مرورًا بجميع مراحل الدعوة، فخرج أبو بكر مع رسول الله في البداية مهاجرًا إلى الحبشة وكان ذلك هروبًا من عبث أهل قريش وبطشهم، ومن ثمَ عاد مع رسول الله إلى مكة وبعد أن أخرجوا أهل مكة الرسول منها، هاجر معه أبو بكر الصديق إلى المدينة المنورة.
شارك أبو بكر الصديق رسول الله في كثير من الغزوات ومنهم غزوة أحد وبني النضير وغزوة بني المصطلق بالإضافة إلى غزوة بدر وغزوة الخندق.
رافق أبو بكر الصديق الرسول في جميع مراحل نشر الدعوة والخلافة فكان خير الصديق، وفي أيام اشتداد المرض الأخيرة على رسول الله لم يستطع أن يؤم بالناس فأمر أبو بكر الصديق بالإمامة، وبعدها توفي رسول الله، وبعد ذلك تولى أبو بكر الصديق الخلافة، وهذا ما تم توضيحه في ضوء الإجابة عن سؤال متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة.
دور سيدنا أبو بكر الصديق في نصرة الإسلام
في صدد التعرف على إجابة سؤال متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة، سنتعرف على دور سيدنا أبو بكر الصديق في الدعوة.
حيث إن عندما بعث الله عز وجل سيدنا محمد رسولًا للعالمين، أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبو بكر الصديق – حيث إنه كان صديقه منذ الجاهلية- وأخبره بأنه رسول من الله، فلم يتردد أبو بكر الصديق في تصديق حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعاهده على نصرته.
بعد أن أسلم كان يدعو أبو بكر الناس مع رسول الله للإسلام، وذلك عندما كانت الدعوة سرًا فكان يدعو الناس التي يثق بهم ويخالطهم بكثرة، فكان عدد كبير من الصحابة أسلم على يد أبو بكر الصديق، ومن ضمن هؤلاء الصحابة ما يلي:
- سعد بن أبي وقاص.
- أبي عبيدة الجراح.
- الأرقم بن أبي الأرقم.
- عثمان بن عفان.
- عبد الرحمن بن عوف.
- عائشة بنت أبي بكر.
- عبد الله بن أبي بكر.
- زوجته وخادمه.
اقرأ أيضًا: متى توفى أنس بن مالك
إنجازات أبو بكر الصديق في الخلافة
قام أبو بكر الصديق بفعل الكثير من الإنجازات خلال فترة خلافته، وهذه الإنجازات تتمثل في التالي:
1- أبو بكر جمع القرآن الكريم
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اقترح عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبو بكر الصديق بجمع القرآن الكريم في كتاب واحد، خوفًا من أن يضيع بسبب كثرة استشهاد حفظة القرآن.
فقام أبو بكر الصديق بأمر زيد بن حارثة –وكان من حفظة القرآن الكريم ومن كُتاب الوحي- بأن يقوم بجمع القران الكريم في مصحف واحد مع ترتيب آياته وسوره، وأن تكون حروفه متضمنة للأحرف السّبعة التي تم نزول القرآن بها.
2- قاتل أبو بكر الصديق المرتدين
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان هناك قوم ارتدوا عن الإسلام فقام أبو بكر الصديق بتسيير بعض الجيوش إليهم لمحاربتهم وكان ذلك بقيادة أسامة بن زيادة رضي الله عنه وأرضاه.
3- قام أبو بكر بكثير من الفتوحات الإسلامية
حيث إن أبو بكر الصديق قام بتسيير جيوش من أجل أن يفتحوا الكثير من المدن، فقاموا بفتح بعضها ومنها العراق ودمشق والأردن وحمص بالإضافة إلى فلسطين.
هناك الكثير من الفتوحات التي سيطر فيها أبو بكر الصديق، ومن ضمنها:
- سيطرته على بعض مدن العراق والتي كانت تابعة لسلطن كسرى في الدولة الفارسية، حيث إن جيوش المسلمين سيطروا على الكثير من المدن وتحولت تحت نفوذ الدولة الإسلامية، وهذه المجن هي: بانقيا، أليس، أمغيشيا، الحيرة، الأنبا.
- سيطرته على مدن كثيرة في الشام ومنها البلقاء، تدمر، بصري، ووصلوا إلى حدود الشام وفلسطين.
4- خاض أبو بكر المعارك
خاض أبو بكر الصديق الكثير من المعارك ضد الروم والتي وقعت على أرض الشام، ومن أشهر هذه المعارك:
- معركة أجنادين.
- معركة اليرموك.
- معركة مرج الصفر.
في كل هذه المعارك انتصرت جيوش المسلمين نصرًا كبيرًا على الروم، واغتنموا الكثير من الغنائم بالإضافة على أنهم قتلوا عدد كبير من جيوش الروم ومنهم رؤساء وأشخاص من كبار الروم.
5- إنجازات أخرى لأبو بكر الصديق
هناك الكثير من الإنجازات التي أتمها أبو بكر الصديق أثناء خلافته، وهذه الإنجازات تتمثل في النقاط التالية:
- انتصر في كثير من المعارك والحروب.
- فتح العديد من المدن.
- اهتم باستشارة كبار الصحابة في أمور الدولة وذلك إعمالًا بمبدأ الشورى، وكان يأخذ الرأي الأصلح من بينهم.
- خطب أبو بكر الصديق خطبة مؤثرة بالمسلمين وذلك يوم استلامه للخلافة وكانت هذه الخطبة تركد أنه يسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكد على أنه في حالة أن يعصى أوامر الله ورسوله فعلى المسلمين وقتها أن لا يطيعوه ويردوه عما يفعله.
- نظم الدولة الإسلامية إدرايًا: حيث إنه قام بتولية عمر بن الخطاب قاضيًا، وولى أبي عبيدة مسؤولية بيت المال.
- قسم الدولة الإسلامية إلى ولايات، ووضع لكل ولاية أمير وكانت هذه الولايات هي:
- مكة.
- المدينة.
- الطائف.
- صنعاء.
- حضر موت.
- نجران.
- البحرين.
اقرأ أيضًا: خلافة أبو بكر الصديق
وفاة أبو بكر الصديق ونهاية خلافته
في سياق التعرف على إجابة سؤال متى تولى أبو بكر الصديق الخلافة، سنتعرف على مدة خلافة أبو بكر الصديق، حيث إنه استمرت خلافته حوالي عامين وثلاثة أشهر وثمانية أيام.
في الأيام الأخيرة لسيدنا أبي بكر الصديق أشتد عليه المرض، وشعر بأن أجله قد اقترب، فكان يريد أن يقوم بتعيين شخص لكي يتولى الخلافة من بعده وذلك حتى لا تتشتت أمور المسلمين ويختلفون، وتم اختياره لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
كان أبو بكر الصديق كان استشار كبار الصحابة بشأن تولية عمر بن الخطاب للخلافة ونال هذا الاقتراح رضى الجميع فتمت الموافقة على تولية عمر الخلافة، وبعد أن تمت مبايعة عمر ببضعة أيام انقضى نحب أبو بكر الصديق وانتقل إلى الرفيق الأعلى، وكانت وفاته في جمادى الأخرى للعام الثالث عشر من الهجرة عن عمر يناهز ثلاثة وستين عام، وكانت وصيته أن يدفن بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم.
أبو بكر الصديق هو أول الخلفاء الراشدين وأول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، وكان يساند الرسول طيلة حياته ويفعل كل ما بوسعه من أجل نصرة الإسلام وانتشاره.
