متى توفي أبو هريرة
متى توفي أبو هريرة؟ وبمَ اشتُهر؟ فأبي هريرة -رضي الله عنه- هو واحدٌ من الصحابة الناقلين للأحاديث النبوية الشريفة، لذا يريد الجميع أن يعرف متى توفي بالتحديد، حتى لا يكون هناك من يتقول عليه الأقاويل في الأحاديث النبوية، لذلك ومن خلال موقع زيادة سنتعرف بشكل مفصل على تاريخ وفاة أبي هريرة، مع نبذة صغيرة عنه.
متى توفي أبو هريرة؟

اجتهد العلماء كثيرًا في تحديد تاريخ الوفاة الخاص بأبي هريرة، وبعد بحث وجدال كثير وصل العلماء إلى ثلاثة أقاويل، سنتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
- لأقال “أبو عيينة” إنه توفي في سنة 57 من الهجرة، وقال إنها نفس السنة التي ماتت فيه أم المؤمنين عائشة.
- اتفق “هيثم بن عُدي” على أن أبا هريرة مات في السنة التي ماتت فيها السيدة عائشة -رضي الله عنها-، إلا أنه قال إنهما توفيا عام 58 من الهجرة.
- قال “الواقدي” وهو من أشهر المؤرخين الإسلاميين العراقيين، إن أبا هريرة مات في سنة 59 هـ، حيث إنه كان يبلغ من العمر 78 عامًا.
تاريخ الوفاة غير معروف بالتحديد لكن الواقدي هو أقربهم للصواب، غير ذلك فقد رويت قصص كثيرة حول لحظة وفاته، فعن أبو سلمة -رضي الله عنه- قال إنه كان يعوده في مرضه، فدخل عليه في يوم وكان على فراش الموت.
فروى: “دخلتُ على أبي هريرةَ وهو شديدُ الوجعِ فاحتضنتُه، فقلتُ: اللَّهمَّ اشفِ أبا هريرةَ فقال: اللَّهمَّ لا تُرجِعْها قالها مرَّتَيْن ثمَّ قال: إن استطعتَ أن تموتَ فمُتْ، واللهِ الَّذي نفسُ أبي هريرةَ بيدِه ليأتيَنَّ على النَّاسِ زمانٌ يمُرُّ الرَّجلُ على قبرِ أخيه فيتمنَّى أنَّه صاحبُه“.
في قصة أخرى قيل إن أبا هريرة عندما كان على فراش الموت كان يبكي، وعندما سألوه عن سبب البكاء قال لهم إنه يبقى شوقًا للقاء الله -جل وعلا-، ودخل عليه مروان بن الحكم ودعا الله أن يخفف عليه، لكن أبو هريرة كان يدعو “اللهم اشدد عليّ”، حتى يمحو الله بمرضه سيئاته.
جنازة أبو هريرة كانت جنازة كبيرة حضرها عدد من الصحابة مثل “أبي سعيد الخدري، عبد الله بن عمر” رضي الله عنهم جميعًا، ودُفن في المدينة المنورة.
اقرأ أيضًا: من هو ابي هريرة؟
حياة أبو هريرة رضي الله عنه
حياة أبو هريرة كانت بها تفاصيل كثيرة، وبعد أن عرفنا متى توفي أبو هريرة، حرىٌ بنا أن نعرض حياته التي كانت قبل أن يتوفاه الله، فهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، من قبيلة تسمى دوس اليمنية، وكما ذكرنا في الفقرة السابقة تم دفنه في المدينة المنورة.
إسلام أبي هريرة كان في عام 7 من الهجرة، وكان في هذا في اليمن على يد الصحابي الجليل طفيل بن عمرو الدوسي، بعد ذلك قرر أبو هريرة أن يهاجر للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فوجده في خيبر، وبقي أبو هريرة ينقل أحاديث النبي ويلازمه إلى أن توفي.
تولي أبو هريرة في عصر النبي ولاية البحرين مع العلاء الحضرمي، بعد أن أمر الرسول بذلك، هذا ليقوم بنشر الإسلام وتوعية الناس ولكي يُفقههم في الدين، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تم توليته مرة أخرى على البحرين.
أبو هريرة كان يتصف بصفات كثيرة جعلته من الصحابة المشهورين والمحببين، فكان خجولًا وورعًا جدًا، وكان شديد الالتزام بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان عفيف النفس كريمًا على الناس، يخشى الله ويتمنى لقاؤه.
سبب تسمية أبو هريرة بهذا الاسم
لما قلنا متى توفي أبو هريرة؟ ولم نقل متى توفي عبد الرحمن بن صخر؟ في الحقيقة إن كلا السؤالين يعطون نفس الإجابة، لكن أبو هريرة عرفه الناس من خلال هذ الاسم المميز، فقد كانوا يدعوه عبد الرحمن بن صخر، أو عبد الرحمن بن غنم، والهريرة تصغير هرة أي قطة.
فقيل عن سبب تسميته بعض القصص، فقيل إن الصحابة رأوه وهو يلعب مع هرة يرعاها، فأطلقوا عليه هذا الاسم، وعن عبد الله بن رافع
” قلت لأبي هريرة رضي الله عنه: لم كنَّوك أبا هريرة؟ قال: كانت لي هريرة صغيرة، فكنت إذا كان الليل وضعتها في شجرة، فإذا أصبحت أخذتُها فلعبتُ بها، فكَنّوْني أبا هريرة”.
بعض الروايات تقول أيضًا إنه وجد هرّة برية فوضعها في كُمه، فلما سأله الناس ما الذي في كُمه فقال هرة، فسموه الناس أبو هريرة، لكن المعروف عن أبي هريرة أنه كان يحب الكنية التي أطلقها عليه النبي وهي أبا هر.
فقال رضي الله عنه:
“لا تُكنُّونِي أبا هريرةَ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ كنَّاني أبا هرٍّ، والذكرُ خيرٌ من الأُنْثى“.
اقرأ أيضًا: متى أسلم أبو هريرة
نبذة عن علم أبو هريرة
أبو هريرة كان من الصحابة الذين حرصوا على طلب العلم وتوصيله إلى أكبر قدر ممكن من المسلمين، فكان مصدره خير مصدر، وهو نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، فدعا له رسول الله ألا ينسى أبدًا ويكون كثير الحفظ، وهذه من معجزات النبي بالنسبة لأبي هريرة.
فقيل إن أبا هريرة روى عن رسول الله خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثًا، فقال الإمام الشافعي أحد الأئمة الأربعة الكبار في الإسلام
“أنَّ أبا هريرة أحفظ من روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حيث روى عنه نحو ثمانمائة رجلٍ أو أكثر من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم“.
كان أبو هريرة يقوم بتقسيم الليل على ثلاثة أجزاء، جزء منهم كان يذاكر فيه الأحاديث النبوية، ومن المعروف أن أبا هريرة كان ملازمًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمدة 4 سنوات، كان يخدمه ويصلي معه، ويستفسر منه عن التشريعات وتطبيقها، وكان مهتمًا جدًا بأن يكون فقيهًا في دين الله.
قال الإمام البخاري أحد الأئمة العظام في نقل الأحاديث النبوية الشريفة، إن أبا هريرة لم يفارق النبي إلا في سنة واحدة، وهي السنة التي ولاه فيها النبي على البحرين.
من المعروف عن أبو هريرة أنه عمل بالإفتاء ما يقارب العشرون عامًا، فكان الناس يستفتونه في بعض الأمور الدقيقة المتعلقة بالدين، وكان أيضًا يحذر من الكذب في الأحاديث النبوية، فكانت روايته لها محل ثقة من الفقهاء ومن المجتهدين في العلم.
غزوات أبو هريرة
لم يكتفٍ أبو هريرة بأن يجمع الأحاديث والعلم وينقله للناس، بل كان أيضًا ممن كانوا يرغبون في الشهادة في سبيل الله، فيقال إن أبو هريرة حضر غزوات النبي ابتداء من غزوة خيبر، والتي كانت في عام 7 من الهجرة، كما أنه شارك في غزوة مؤتة وفتح مكة وغزوة حنين، وغزوة الطائف وغزوة عمرة القضاء، وغيرها.
كما أنه شارك في حروب الردة في عهد أمير المؤمنين أبو بكر -رضي الله عنه-، وفي عهد عمر بن الخطاب شارك في فتح بلاد فارس على يد المسلمين، فكان من الممكن أن تكون إجابة سؤال متى توفي أبو هريرة أن تكون في إحدى هذه المعارك، لكنه بقي لكي ينقل أحاديث النبي الهامة.
اقرأ أيضًا: عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة
إذًا من خلال ما سبق تعرفنا على إجابة سؤال متى توفي أبو هريرة، وتعرفنا عن نبذة عن حياته وعلمه، ولمَ تمت تسميته بهذا الاسم، كان هذا موضوعنا نرجو أن تكونوا استفدتم من المعلومات المقدمة.
