لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق
لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق؟ وما هي أهم المواقف الفاصلة في حياته؟ اعُتبرت حياة عمر بن الخطاب مرجع لكل من أراد أن يهتدي بسنن الرسول والصحابة، فقد كان خير مطبق للعدل عرفه التاريخ على قدميه، من خلال زيارتك لموقع زيادة فستتعرف على كل ما تحتاج ان تعرفة عن الفاروق.
لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق

يأتي لفظ فاروق كصيغة مبالغة لفعل فرق، فرق الفاروق أي فرق الرجل الأكثر قدرة على التفرقة، تعود تسميته للفاروق حيث جعله الله لسان التفريق بين الحق والباطل، فعرف الفاروق عمر بن الخطاب بشدة حبه للحق وموهبته الفطرية لتبين الحق وإعطاء كل ذي حق حقه.
إجابةً على سؤال لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق، ترجع تسميته بالفاروق إلى ذلك الموقف في بداية انتشار الإسلام حيث كانت الدعوة للإسلام تقام في السر وكان المسلمون يتخفون بين الناس لا يعلنون إسلامهم خوفًا من بطش الكفار، فكانت عند عمر بن الخطاب تلك العقيدة وهذا السؤال “ألسنا على حق وهم على باطل فلماذا نخاف ونخفي إسلامنا؟“
فبادر نزول الأمر من عند الله بإعلان نشر دعوة الدين الإسلامي، وخرج عمر بن الخطاب وسط جمع من المسلمين المستضعفين سائرًا بهم، وكذلك خرج حمزة بن عبد المطلب بجمع آخر يجوبا أرجاء مكة المكرمة جهرًا ونشرًا للإسلام حتى يعلم جميع أهل مكة بدعوة الحق التي نزلت على محمد.
خاتمًا مسيرته عند الكعبة معلنًا أمام الجميع إسلامه وسط نظرات من الكره
والحقد والعداء من سادات قريش وقتها، ولكن هيهات فوجود الفاروق عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب وسط المسلمين المستضعفين وقتها زادهم قوة وبأس ولم يستطع سادات قريش التعرض لهم ولا مقاومتهم بسبب وجود هذين العظيمين بينهم.
ومن يومها أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم لقب الفاروق على عمر بن الخطاب، لما أظهره من شجاعة وإقدام للجهر بالإسلام وكان في تلك البداية أولى علامات ظهور الحق على لسان عمر بن الخطاب، ومن يومها تم تلقيبه بالفاروق كنية إلى أن الله فرق به بين الحق والباطل.
اقرأ أيضًا: قصة حياة سيدنا عمر بن الخطاب كاملة
الفاروق عمر قبل الإسلام
كما ذكرنا من قبل فقد كان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوي البنية عظيم الجأش يخافه الناس، بالطبع كان مصدرًا للخوف والرعب لدى أوائل المسلمين حيث عرف عمر بن الخطاب بشدة معاداته للإسلام حتى أنه وقف ذات يوم عند الكعبة ونادى بأعلى صوته بأنه سيقتل من علم أنه على دين محمد.
جعلته قوته وشدة بأسه مطمح النبي والمسلمون حين ذاك فكانوا يتساءلون ماذا لو أسلم عمر؟ وقد بلغ عن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قد رفع يده عاليًا داعيًا الله قائلًا
“اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذينِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ بأبي جَهْلٍ أو بعُمرَ بنِ الخطَّابِ قالَ: وَكانَ أحبَّهما إليهِ عمرُ“
فكما يقال قد أصاب الدعاء السماء فتقبل الله دعاء النبي وأعز الإسلام بالفاروق عمر بن الخطاب.
إسلام عمر بن الخطاب
بعد قولته المشهورة السابق ذكرها في الكعبة عقد النية وعمر بن الخطاب لقتل رسول الله وفي طريق ذهابه لاقى أحد المشركين فأعلمه أن أخته على دين محمد فغضب أكثر وغير وجهته فذهب إليها فسمع همهمة بتلاوة آيات من القرآن الكريم فشاط غضبه لما سمع كلام محمد يتلى فضربها ضربًا مبرحًا حتى قيل إنه قد شق أذنيها.
فما استطاع أن يميلها عن إسلامها إلا أنه استمالها بهدوء طالبًا منها أن يقرأ ما كنت تتلوه وكانت بعض آيات من سورة طه فأعطتها له بشرط الاغتسال والوضوء، فلما قرأها لان وانفطر قلبه موقنًا من داخله بأن تلك الكلمات ليست من صنع البشر إنما هي من إله عظيم.
فتوجه عمر بعدها إلى أحد بيوت الصحابة حيث كانوا يتدارسون أمور دينهم مع الرسول، فطرق الباب فهرع من بالداخل عالمين أنها طرقة عمر بن الخطاب، فسكتوا جميعًا إلا أن رسول الله قد قام وفتح الباب أمسك به سائلًا ” أما جئت لقتلي يا عمر؟ فرد عمر جئت لأعلن إسلامي.
أعلن الفاروق عمر بن الخطاب إسلامه في السنة السادسة من النبوة وهو ابن السابعة والعشرون وكان ترتيبه في الإسلام الأربعين وكان إسلامه بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام.
عودة إلى ما ذكرنا من لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق، فقد كانت تلك هي سبب تسميته بالفاروق حيث أن إسلام رجل بقوة عمر وعظم شأنه خاصةً أنه كان يعتبر سفير لقريش قبل الإسلام فكانوا يستعينون به ليكن سفير لهم وكذلك يحتكمون لرأيه دائمًا لما كانت له من رزانة وإصابة للحق.
فكان إسلامه لهو خير دليل وبينه بأن دين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كان على حق، وكانت تلك هي الضربة الموجعة الأشد على الكفار حيث أعتبر عمر بذلك مقرًا لصواب ذلك الدين وصدق محمد وأصحابه بأن هنالك دين جديد من نزل من رب عظيم.
هجرة عمر بن الخطاب إلى المدينة
في صدد معرفة لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق، فنظرًا لما لاقاه المسلمون حينذاك من تعذيب وقهر من ال قريش فقد أمرهم الله بالهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة، فكانوا يهاجرون سرًا وخفية خوفًا على أنفسهم، خاصة بعد إعلان قريش مكافأة لكن من يعود بأحد المهاجرين…
إلا عمر بن الخطاب فقد وقف أمام الكعبة معلنًا على طول قوة صوته بأنه مهاجر إلى المدينة، فمن أراد أن تثقله أمه فليلاقيه خلف ذلك الجبل عند نهاية البلدة، فما كان منهم إلا السماع والرضوخ نظرًا لما يعلموه من مصير حتمي لمن يحاول معارضته أو لقاءه خلف الجبل.
جهاد عمر بن الخطاب مع النبي
لم يسمع عن عمر بن الخطاب أنه تخلف ذات مرة في غزوة من غزوات النبي، فقد شارك في الغزوات اللاتي خاضها الرسول أثناء حياته وقد استبسل فيهم خير استبسال وكانت له العديد من الإنجازات التي سنذكرها في تلك النقاط كما يلي
- قتل عمر بن الخطاب خاله العاص بن هشام مبرهنًا بذلك قوة إيمانه أن رباطة الدين خير عنده من رباطة الدم.
- كان له ذلك الدور العظيم في الربط من أزر المسلمين في الحروب التي هزموا أو كادوا أن يهزموا بها كغزوة أحد والخندق وبني المصطلق فكان نضاله واقدامه الشديد وقت الضعف لهو خير محفز للمسلمين حتى يعودوا بالثأر لما خسروه.
- كلفة الرسول صلى الله عليه وسلم بالانطلاق على رأس سرية إلى قبيلة هوازن وكانت تلك القبيلة معروفة بمدى قوتها، فكان من حكمته أنه كان يسير بالليل ويمكث بالنهار حتى وصل إليهم مسبقًا بعنصر المفاجئة مما استدعى هروبهم ولم يلحق بهم استنادًا على أوامر رسول الله مما يدل على انضباطه.
- في غزوة حنين باغت المشركين الرسول صلى الله عليه وسلم فأنفض معظم الناس هربًا منهم إلا قليلًا من أصحابه فكان من بينهم عمر بن الخطاب فكان أحد المدافعين عن الرسول وتلقي عنه عدة ضربات بالسيف إلا أنه آبي أن يمس رسول الله السوء.
- أنفق عمر بن الخطاب ما يزيد عن نصف ماله للمسلمين في معركة تبوك، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أستمع لرأيه حين استشارة في الدعاء بالبركة حين أصاب المسلمون العطش بسبب ندرة المياه.
اقرأ أيضًأ: لقب عمر بن الخطاب ونشأة عمر بن الخطاب
وقوف عمر بن الخطاب بجانب أبو بكر في خلافته
شهد التاريخ مواقف عديدة لعمر بن الخطاب حيث كان أحد أهم عوامل وأد الفتية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فبعد الوفاة قد تكاثرت الأقاويل وكاد الصحابة أن يفترقوا لولا أن وقوف عمر بجانب صديقة أبو بكر كان هو الفيصل في الرأي، ولو لم تكن تلك المواقف التي يفرق فيها عمر بن الخطاب الحق عن الباطل فإذًا لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق.
كان يستمع أبو بكر دائمًا لمشورة عمر، لكنه لاقى بعدها الكثير من اللوم والعتاب لما قيل له من أن عمر قاسي في حكمة ولا يميل لأجل فلان أو فلان، فأصر أبو بكر عليه وأقر بمدى حكمته وقدرته على تفرقة الحق من الباطل فكان في ذلك فيما بعد عظيم الخير للمسلمين.
أتخذ أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب كمستشار له في العديد من الأمور المصيرية التي يتوقف عليه مصير الإسلام، فقد أشار عليه مثلًا بعدم قتال المرتدين وعودة أسامة بن زيد للمدينة وتبديله بقائد أخر، ففعل أبو بكر رغم عدم اقتناعه ولكن لثقته في رزانة عقله وصواب مشورته، فكان في مشورته الخير والصلاح وقتها للمسلمين.
كما أخذ برأيه في عدم دفع دية للمسلمين الشهداء في معارك الردة معللًا ذلك بأنهم قد جاهدوا في سبيل الله باغين بذلك الأجر والثواب من الله عز وجل لا من عبد، فليكن أجرهم عند الله ولا داع للدية.
خلافة عمر بن الخطاب
في إطار معرفة إجابة سؤال لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق، فقد اختلفت ظروف الخلافة في عهد عمر عما كانت في عهد أبو بكر، فقد توسعت الدولة الإسلامية ولم يعد بمقدوره الفصل في خلافات الأمه كلها فقام بإنشاء القضاء وعين كل دولة قاض خاص بها مثلًا فكان أبا موسى الأشعري قاضِ على البصرة وقيس بن أبى العاص قاضيًا على مصر.
كما اتصف بالأمانة والحفاظ على أموال المسلمين فقد أنشأ بيت مال المسلمين ومنع أهل بيته من الانتفاع بأي من تلك الأموال دون وجهة حق كما كان شديد الحرص على تبين من أين تأتي الأموال وفيما تصرف، فقد رأى فيها أمانة كان يدعوا الله أن يكون أهل لها.
أتخذ بيت مال المسلمين بسبب اتساع أموال الدولة ورغبته بالانتفاع بها على الوجهة الصحيح، فكان حريص على ألا يبيت أي مسلم فقر دون أن يكون له نصيبًا من ذلك البيت، فقام بتوسعة الدولة وإعدادها بالشكل الذي رآه خيرًا لها.
اقرأ أيضًا: كيف مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه
استشهاد عمر بن الخطاب
منع عمر بن الخطاب دول أي شخص من خارج المسلمين داخل المدينة حفاظًا عليها وأمنًا للمسلمين، لكنه سمح لبعض الأفراد من الفرس الخاضعين للإسلام بالدخول إليها، لكنهم كانوا شديدي العداء للإسلام، فخططوا للنيل من الإسلام عن طريق قتل قادته،
دخل رجل المسجد يسمى أبا لؤلؤ بطلب من المغيرة ابن شعبة مخفيًا مجوسيته مدعيًا رغبته في خدمة المسجد والبقاء فيه، حتى أنه انتظر الفرصة المناسبة للنيل من الفاروق عمر بنا الخطاب حتى يقتله ويحقق ما اتفق عليه الفرس مع بعض المشركين.
في صلاة الفجر في إحدى أيام شهر ذي الحجة من العام الثالث والعشرين من الهجرة تقدم عمر بن الخطاب للصلاة فكبر فطعنه أبا لؤلؤ ستة طعنات وقام بطعن ثلاثة عشر رجلًا أثناء الصلاة فلما أيقن بحتمية موته طعن نفسه فمات.
أتم المصلون صلاتهم بعد أن تقدم عبد الرحمن بن عوف مكان الإمام فلما انتهوا قاموا بإحضار الطبيب ليخفف من جروحه، ولكن هيهات ما كان بد آخر من الموت فكانت تلك الطعنات نافذة، استأذن الفاروق السيدة عائشة ابنة أبو بكر وزوجة الرسول بأن يدفن بجانبه وقد كان له ما طلب.
بهذا نكون قد علِمنا لماذا سمي عمر بن الخطاب بالفاروق، رحم الله عمر بن الخطاب فما كان كل هذا الذي ذكرناه إلا نقطة في بحر عظمته، فهو القدوة والمثل المعلم وأمير المؤمنين، وكما كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق فما منا إلا الاقتداء به وبالصحابة والخلفاء الراشدين واتباع سنة رسوله وأخيرًا وأولًا علينا بالقرآن الكريم، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.
