لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم

بواسطةعمروآخر تحديث6 أغسطس 2022 - 10:43م

لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم؟ وما هو توقيتها بالضبط في العام؟ حيث إن الأيام البيض تعتبر من أيام النفحات الربانية للمسلمين، والتي يزيد فيها الناس من العبادات، والطاعات المختلفة لله، لكن معظم الناس لا يعلمون سر التسمية لتلك الأيام، لذا سنتناول في هذا الموضوع لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم، من خلال موقع زيادة.

لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم

يرجع الأصل لتسمية الأيام كذلك في الأصل للأيام التي تبدأ فيها، حيث إنها تأتي في 13 و14 و15 من كل شهر هجري، وهو الوقت الذي يكون فيه القمر بأوج توهجه وبياضه، لأن القمر يكتمل بنصف الشهر…

لذا فقد سميت بهذا الاسم تبعًا لشدة بياض القمر، كما تسمى أيضًا الأيام البيض، بالليالي القمرية، وهو نسبة كذلك لشدة ضوء القمر في الليل، كما أنها علامة من صفاتها فهي ليالي بيضاء جميلة.

توقيت الأيام البيض وعددها

تعتبر الأيام البيض هي الثلاثة أيام بمنتصف كل عام هجري، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، أي أن مجمل عدد الأيام البيض خلال الشهر الواحد ثلاثة أيام متتالية، غير منفصلة، كما سميت تلك الأيام بالغُرر؛ نسبة لشدة بياض ليلها، لاكتمال القمر.

فضل صيام الأيام البيض

يعتبر صيام الأيام البيض من النفحات الربانية، والهبات الجميلة التي يجب على الانسان اغتنامها؛ لما لها من جزاء عظيم، وتغيير في حياة الأشخاص، مثل:

عظمة عبادة الصيام عند الله، فعندما يصوم الإنسان لربه عن الطعام، والشراب، وكذلك عن فعل العادات السيئة من سب، أو غيبة ونميمة، فإن جزاؤه عند الله يكون كبير، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال “كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلا الصومُ فإنه لي وأنا أَجْزِي به“.
الدعاء في الأيام البيض يكون مقبول، الدعاء في مختلف الأيام يكون مقبول، ولكن يسمع الله للدعاء وقت إفطار الصائم في الأيام البيض، فله دعوة لا ترد.
صيام يومًا واحًا لوجه الله، يبعد وجه الإنسان عن النار مدة سبعين عامًا.
يأتي الصوم يوم القيامة شافعًا لصاحبه.
أن الله قد أعد بابًا في الجنة، لا يدخل منه سوى الصائمون.
يعتبر صيام الأيام البيض الستة من شوال، كصيام أبد الضهر.
يحفظ الصوم الإنسان عن ارتكاب الذنوب، فإنه عند صيام الشخص يتجنب القيام بأي شيء يغضب الله، مما يعمل على تهذيب النفس.
رائحة فم الصائم عند الله عز وجل أفضل من رائحة المسك.
اعتبار الصوم من طرق الوقاية، من كثير من الأمراض، كضبط ضغط الدم، كما تم إثبات قدرته على تعزيز المناعة.

هل الأيام الستة من شوال أيام بيض؟

الستة من شوال هي الأيام التي يتم صيامها بعد رمضان فورًا، ولها من الأجور أعظمها، حيث إن صيام الستة من شوال تعتبر كصيام الدهر كاملًا، ولكن لا يتم تسمية الستة من شوال بالأيام البيض، حيث إن الأيام البيض لا يطلق إلا على أيام منتصف الشهر الهجري.

يمكن أن يطلق على الستة من شوال اسم، الأيام الغُرر، والتي تعني الجبهة البيضاء الخاصة بالفرس، وذلك تعبيرًا مجازيًا عن الأيام الشهرية الأولى من بياض الهلال، وهي أيضًا من الصيام التطوعي لوجه الله عز وجل.

شروط صحة صيام الأيام البيض

لصيام الفرض أو السنة بعض الأمور الواجب مراعاتها؛ حتى لا يشوب الصيام شائبة ويقبل أجره بإذن الله، ومنها:

يلزم قبل الصيام عقد النية، حيث يجب على الإنسان قبل أذان الفجر أن ينوي الصيام لله عز وجل، فبزوال النية وإن قرر الشخص أن يصوم فور استيقاظه من النوم، ذلك صيام لا يصح.
السحور متأخرًا، فهو مستحب عند الصيام، واتباعًا لسنة الرسول عليه الصلاة السلام، ولحديثه عن السحور وأنه بركة.
أن تكون النية خالصة لله عز وجل، فمن يكون في قلبه رياء، قد يفسد ذلك من صحة صيامه.

ما يفسد صوم الأيام البيض

بعد معرفة لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم، ينبغي ذكر ما يفسد ثواب صيام تلك الأيام، فتوجد بعض الأمور التي يفعلها الإنسان بإرادته، أو التي تحدث بغير إرادته، ومنها ما يفسد الصوم، ومنها ما ينقص الأجر أو يفسده تمامًا، وهي:

أكل الإنسان للطعام، أو الشراب متعمدًا، يبطل الصوم قطعًا، لكن في حين نسيان الشخص، وشرب أو أكل شيء ما، فيكون صيامه صحيحًا.
وصول قطرة الأنف لحنجرة الصائم، قد يبطل الصوم فمن المستحب تجنبها وقت الصيام، أما عن قطرة العين، فهي غير مبطلة للصيام.
إن قام الشخص بالتقيؤ عن قصد منه، عن طريق إدخال إصبعه بفمه مثلًا، وعلى عكس ذلك إن كان التقيؤ بغير إرادته، فيصح صومه.
خروج المني بإرادة الإنسان عن طريق الاستمناء، يعد من مبطلات الصوم.
عدم غض البصر، حيث يؤدي النظر من قبل الرجال للنساء، أو من النساء للرجال نظرة بها شهوة، ينقص ذلك من أجر الصيام، وهو من المحرمات وقت الصيام، وغيره.
الخضوع لعلاج بواسطة الحجامة من مفسدات الصوم، حيث إن خروج الدم عندها يبطل الصوم، أما التبرع بالدم، أو خروج الدم من الجسم بشكل غير إرادي، فلا يعد ذلك من المبطلات.
معاشرة الرجل لزوجته مفسدة للصوم، إلا إن كانت قبل الصيام في ليلته لذكر الله في كتابه الكريم

“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ…

“…وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ“.

هل يمكن الجمع بين نيتان وقت صوم الأيام البيض

هناك تعدد في الأقاويل حول الجمع في النوايا في الأيام السنية، منها ما يذهب لجواز الجمع بين نية قضاء الفرض، والسنة، ومنها ما يحرمها، ويمكن تحديدها في النقاط التالية:

يذهب رأى الحنفاء، إلى أنه حين الجمع ما بين نية القضاء لأيام رمضانية مع نية صيام أيام البيض السنية، ففي تلك الحالة يتم قبول نية واحدة فقط لكليهما إما الفرض أو السنة.
يذهب الرأي الآخر إلى أنه يلزم عقد نية اليوم اللازم للقضاء والأهم، وهو تعويض الأيام الرمضانية الفائتة، عوضًا عن نية السنة.

دعاء مستحب في الأيام البيض

نظرًا للفضل العظيم التابع لصيام البيض، حيث للصائم دعوة لا ترد عند فطره، ولأن هناك بعض الأشخاص لا يجيدون التعبير عما في صدورهم، فإليكم بعض الأدعية الممكن الاستعانة بها:

اللَّهُمَّ إني أعوذ بِكَ مِنَ العَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ، وَالهَرَمِ، وَالبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحيَا وَالمَماتِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرّجالِ.

تعتبر الأيام البيض ذات فضل عظيم، والتي يسعى الناس بها لإرضاء ربهم، لذا عرضنا في هذا الموضوع إجابة سؤال لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم، موضحين مدى فضلها، وتوقيتها، وحكم الجمع بين النوايا فيها، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.